التلوث البيئي في مدريد والقيود المفروضة على حركة المرور: تحليل شامل

  • تسعى القيود المرورية في مدريد إلى تقليل الانبعاثات الملوثة الناتجة عن النقل البري.
  • ينشئ نظام مدريد 360 مناطق مختلفة منخفضة الانبعاثات للحد من وصول المركبات الملوثة.
  • ويسعى اتفاق باريس والسياسات الوطنية إلى تكثيف استخدام وسائل النقل المستدامة مثل السيارات الكهربائية.

تلوث مدريد

تعاني العديد من المدن من مستويات عالية من تلوث الهواء مما يتسبب في مشاكل تنفسية خطيرة ووفيات مبكرة. من أقرب الأمثلة إلينا مثال مدريد ، والتي بسبب ارتفاع مستويات التلوث ، تقييد حركة المرور في عيد الميلاد الماضي من خلال نظام لوحة الترخيص الفردية والزوجية.

وهو ما أثار جدلا بين قطاع كبير من المواطنين، إذ أن الكثيرين لا يتفقون مع التلوث لأنهم «لا يرونه». وتنبع هذه المشكلة من سوء الإدراك للمشاكل البيئية. يبدو هذا الإجراء لمكافحة التلوث غير مسبوق، ولكن في مدن أخرى أكثر تقدمًا مثل باريس، تم تنفيذه بالفعل منذ التسعينيات.

ورغم أن فعالية أو ضرورة هذا النوع من التدابير موضع جدل، فإن الحقيقة هي أنها ضرورية للحد من تلوث الهواء في المدن الكبرى، مثل مدريد. ومن الضروري أن يدرك السكان هذه المشاكل البيئية وعواقبها المباشرة على الصحة والبيئة الطبيعية.

تقييد حركة المرور بسبب التلوث في مدريد

تلوث السيارات

مدريد هي واحدة من أكثر المدن اكتظاظا بالسكان في كل إسبانيا. نظرا لارتفاع معدلات حركة المرور وازدحام الطرق. هناك الكثير من تلوث الهواء. كما ذكرت في مقالات أخرى، يعتمد تلوث الهواء إلى حد كبير على الظروف الجوية. تؤثر المتغيرات مثل استقرار الغلاف الجوي والرياح والأمطار وكمية الإشعاع الشمسي الساقط على تركيز الملوثات في المناطق المحيطة بمدريد.

يؤثر نظام تقييد تداول لوحات الترخيص البديلة بشكل أساسي على المركبات ذات عمر محرك الديزل أكثر من 20 عامًاوذلك بسبب انبعاثاتها الملوثة العالية. ومع ذلك، هناك أيضًا مركبات تتمتع بامتيازات في الأيام التي ترتفع فيها مستويات التلوث، مثل المركبات الكهربائية والهيدروجينيةوهي مسموحة لأن تأثيرها على الغلاف الجوي أقل بكثير.

من ناحية أخرى، لا يمكن للسيارات التي لا تحمل شارة DGT البيئية الوصول إلى مناطق معينة محددة، مثل المناطق منخفضة الانبعاثات (ZBE). حاليا النظام مدريد 360 ينظم المركبات على أساس تصنيفها البيئي للحد من تلوث الهواء.

الانبعاثات في الغلاف الجوي وعواقبها

تأثير تلوث الهواء على صحة القلب والأوعية الدموية

هناك أشخاص لا يعتقدون أن الإجراءات المتخذة لتقييد المركبات ضرورية لأنهم «لا يرون التلوث». ومع ذلك، تلوث الهواء ويتسبب في 520.000 ألف حالة وفاة مبكرة سنويًا في جميع أنحاء أوروبا، منها ما يقرب من 30.000 ألفًا تحدث في إسبانيا.. وهذه الأرقام ليست مجرد أرقام، بل هي انعكاس لمشكلة بيئية عالمية.

بالإضافة إلى التأثيرات الصحية، يؤدي تلوث الهواء إلى تفاقم الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ. وبحسب وكالة البيئة الأوروبية، فقد تسببت هذه الأحداث في خسائر بأكثر من 400.000 مليون يورو في أوروبا منذ عام 1984. وتعد الغازات الدفيئة المنبعثة من وسائل النقل أحد الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة الخطيرة.

وقد أظهرت الدراسات الحديثة أنه في حالة النقل، فإنه يولد 23% من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم. ويقلل العديد من المواطنين من خطورة هذه البيانات، لأنهم يعتقدون أن الانبعاثات تأتي فقط من المصانع أو الصناعات الكبيرة. ومع ذلك، في كل مرة نستقل فيها السيارة للتجول، حتى في الرحلات القصيرة، فإننا نساهم في الانبعاثات الملوثة.

مدريد 360 والمناطق منخفضة الانبعاثات

التلوث في مدريد والقيود المرورية

قام مجلس مدينة مدريد بتنفيذ العديد من التدابير في إطار خطة "مدريد 360". لتنظيم حركة المرور والسيطرة على الانبعاثات. تعد حركة المرور على الطرق أحد المصادر الرئيسية لتلوث الهواء في المدينة، وخاصة الانبعاثات الناتجة عن ذلك ثاني أكسيد النيتروجين (NO2)المرتبطة باستخدام مركبات الديزل القديمة.

تتضمن خطة مدريد 360 مناطق الحماية الخاصة منخفضة الانبعاثات (ZBDEP)، حيث يتم تقييد الوصول إلى مركبات معينة. تشير التقديرات إلى أن هذه المناطق، مثل مدريد سنترال أو بلازا إليبتيكا، كانت أساسية في تحسين مستويات التلوث في المدينة، والامتثال للحدود التي وضعتها أوروبا لثاني أكسيد النيتروجين (NO₂).

تم تقييد دخول المركبات التي لا تحمل علامات بيئية أو المركبات شديدة التلوث إلى مناطق مختلفة، مع تشديد الإجراءات تدريجياً. اعتبارًا من 1 يناير 2025، على سبيل المثال، سيتم منع جميع سيارات الركاب التي لا تحمل علامة بيئية من السير على الطرق العامة في المدينة، مع استثناءات مثل تلك المخصصة للتحميل والتفريغ أو حالات الطوارئ.

اتفاق باريس وخفض الانبعاثات

الحكومات في جميع أنحاء العالم، من خلال اتفاقية باريس ضد التغير المناخيوالتزمت بالحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية في نهاية هذا القرن عند مستوى أقل من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة. ومع ذلك، بدون تخفيض جذري في الانبعاثات من قطاع النقل، سيكون من الصعب بشكل خاص تحقيق هذا الهدف.

ولتحقيق ذلك، تركز البلدان جهودها على كهربة وسائل النقل، وتشجيع استخدام السيارات الكهربائية، والنقل العام، وتطوير البنية التحتية للدراجات. هو السيارة الكهربائية فهو لا يقلل من التلوث المباشر في المراكز الحضرية فحسب، بل يساهم أيضًا في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، مما يوفر حلاً فعالاً لأزمة المناخ.

وقد حققت المدن التي فرضت قيودا على حركة المرور، مثل مدريد، تقدما كبيرا في الحد من الانبعاثات، وهو الاتجاه الذي يجب أن يتسارع في السنوات المقبلة لتحقيق الالتزامات المتعهد بها دوليا.

وفي نهاية المطاف، فإن الحد من تلوث الهواء في مدريد ليس ممكنا فحسب، بل ضروري. ويظل النقل، وخاصة استخدام المركبات الخاصة، أحد أكبر المساهمين في تلوث المدن، وتعد التدابير التقييدية المتزايدة، إلى جانب التحول نحو وسائل نقل أكثر استدامة، المفتاح لضمان مستقبل أنظف وصحي للجميع.


اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *

*

*

  1. المسؤول عن البيانات: ميغيل أنخيل جاتون
  2. الغرض من البيانات: التحكم في الرسائل الاقتحامية ، وإدارة التعليقات.
  3. الشرعية: موافقتك
  4. توصيل البيانات: لن يتم إرسال البيانات إلى أطراف ثالثة إلا بموجب التزام قانوني.
  5. تخزين البيانات: قاعدة البيانات التي تستضيفها شركة Occentus Networks (الاتحاد الأوروبي)
  6. الحقوق: يمكنك في أي وقت تقييد معلوماتك واستعادتها وحذفها.