في فصل الصيف، ترتفع درجات الحرارة وتتولد موجات حارة مما يعني زيادة في استخدام مكيفات الهواء والمراوح. تتطلب أنظمة تكييف الهواء هذه كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية لتوليد درجات حرارة منخفضة في المنازل والشركات. العلاقة بين زيادة الحرارة واستهلاك الكهرباء هي علاقة أسية، مما يولد إنفاقًا كبيرًا للطاقة.
أحد الجوانب التي يجب مراعاتها هو الاستخدام المحدود لـ انيرجيا الشمسية وفي إسبانيا، مصدر متجدد يمكن أن يقلل بشكل كبير من الطلب على الطاقة. ومع ذلك، فإن سياسات مثل ضريبة الشمس قد ثبطت عزيمة المواطنين عن اختيار الاستهلاك الذاتي للطاقة الشمسية. كانت هذه الضريبة مثيرة للجدل، وتسببت في تفويت إسبانيا الفرص لتسخير الطاقة الشمسية في الأوقات الحرجة التي يرتفع فيها الطلب، مثل موجات الحر.
كان بإمكان إسبانيا توفير كميات كبيرة من الطاقة لو أنها شجعت الاستهلاك الذاتي. وفي الواقع، فإن إنتاج الطاقة الشمسية يتزامن بشكل شبه كامل مع الزيادة في الطلب على الكهرباء خلال الساعات الأكثر حرارة، مما يقلل الاعتماد على الطاقة الأكثر تكلفة والملوثة.
ضرر على الاستهلاك الذاتي
أدى نقص المعلومات إلى خلق سوء فهم مهم حول الاستهلاك الذاتي في إسبانيا. كثير من الناس يعتقدون ذلك خطأً الاستهلاك الذاتي غير قانوني أو يخضع لضرائب عالية. وقد أدى هذا إلى تثبيط اعتماده. ومع ذلك، لا تنطبق ضريبة الشمس على المنشآت السكنية التي تولد ما يصل إلى 10 كيلووات، والتي تغطي معظم منازل الأسرة الواحدة.
علاوة على ذلك، في مناطق مثل جزر الكناري، لا توجد هذه الضريبة. ومع ذلك، فإن الافتقار إلى الحوافز الحكومية وإلغاء المساعدات أدى إلى تباطؤ تنمية هذا القطاع.
ومن المهم تسليط الضوء على تأثير تغير المناخ في هذا السياق. تمثل موجات الحر المتكررة فرصة ضائعة لاستخدام الطاقة النظيفة. الاستهلاك الذاتي، بعيدًا عن كونه غير داعميساعد على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والحفاظ على الموارد الطبيعية.
تأثير تغير المناخ وموجات الحر على الطلب على الطاقة
وفي السنوات الأخيرة، أدى تغير المناخ إلى زيادة وتيرة موجات الحر ومدتها. سجلت وزارة التحول البيئي درجات حرارة تاريخية تصل إلى 46,8 درجة مئوية. وقد أدى هذا الوضع إلى زيادة الطلب على الطاقة، حيث أصبح تكييف الهواء هو السبب الرئيسي.
ولا تؤدي موجات الحرارة إلى زيادة الاستهلاك فحسب، بل تؤثر أيضًا على كفاءة الطاقة المتجددة. على سبيل المثال، تفقد الألواح الشمسية كفاءتها بنسبة 0,4% تقريبًا لكل درجة حرارة تزيد عن 25 درجة مئوية. كما تواجه طاقة الرياح مشاكل بسبب الهدوء الجوي الذي تتميز به هذه الظواهر.
نصائح لتوفير الطاقة
لا يستطيع الجميع الوصول إلى أنظمة الاستهلاك الذاتي للطاقة الشمسية، ولكن هناك بعض الطرق البسيطة لذلك تقليل استهلاك الطاقة أثناء موجات الحر دون التضحية بالراحة:
- قم بتثبيت المظلات أو الستائر على النوافذ التي تتلقى الكثير من ضوء الشمس. وهذا يمكن أن يقلل من استخدام مكيف الهواء بنسبة تصل إلى 30%.
- استخدم المراوح بدلًا من تكييف الهواء عندما يكون ذلك ممكنًا.
- إن وضع مكيف الهواء في المناطق المظللة سيؤدي إلى تحسين أدائه وتقليل استهلاك الطاقة.
- اضبط منظم الحرارة على درجة حرارة 25 درجة مئوية، والتي تعتبر النقطة المثالية لتحقيق التوازن بين الراحة والتوفير.
- قم بإجراء صيانة دورية لجهاز تكييف الهواء لمنع الفلاتر المتسخة من زيادة استهلاك الطاقة.
قم بتنفيذ هذه النصائح يساهم في استهلاك أكثر مسؤولية، مما يترجم إلى انخفاض تكاليف الكهرباء وانخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
دور الطاقات المتجددة في استقرار الطلب
لقد تحسن إنتاج الطاقة المعتمدة على المصادر المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، بشكل كبير في إسبانيا. وفقًا للبيانات الحديثة، كانت الطاقة الشمسية الكهروضوئية المصدر الرئيسي لعدة أشهر في عام 2024، حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في يوليو بإنتاج 5.840 جيجاوات في الساعة.
77,2% من الكهرباء المولدة في يوليو كانت خالية من ثاني أكسيد الكربون، وذلك بفضل الطاقة الشمسية. ويمثل هذا الرقم تقدما كبيرا في الحد من الاعتماد على الطاقة التقليدية.
وعلى الرغم من هذه الإنجازات، فإن درجات الحرارة المرتفعة تؤثر على كفاءة محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. ولا تزال مصادر الطاقة المتجددة غير قادرة على تغطية الطلب بالكامل خلال موجات الحر، مما يضطر إلى استخدام مصادر أكثر تكلفة مثل محطات الدورة المركبة التي تحرق الغاز الطبيعي.
ولضمان استقرار النظام الكهربائي، من الضروري مواصلة الاستثمار في تخزين الطاقة، مثل البطاريات ذات السعة العالية. تقوم هذه الأنواع من المشاريع بتخزين فائض الطاقة الشمسية، مما يسمح باستخدامها في أوقات ارتفاع الطلب أو عندما يكون الإنتاج منخفضًا.
يعد الاستهلاك الذاتي وتخزين الطاقة أمرًا أساسيًا للتحرك نحو نموذج أكثر استدامة. لقد أوضحت موجات الحر التي شهدتها السنوات الأخيرة أن التحول إلى الطاقة المتجددة ليس أمراً مرغوباً فحسب، بل إنه ضروري أيضاً.
ومن الضروري أن تستثمر كل من الحكومة والشركات في التكنولوجيا لتحسين كفاءة الطاقة وتقليل الاعتماد على المصادر الملوثة، وخاصة في ذروة الطلب الناجمة عن الظواهر المتطرفة مثل موجات الحرارة.