استخدام الشجيرات كمصدر للكتلة الحيوية للطاقة المستدامة

  • تمثل أراضي الشجيرات 18,5% من أراضي الغابات في إسبانيا، وتتمتع بإمكانات كبيرة للطاقة.
  • يوضح مشروع Enerbioscrub أنه من الممكن استخدام الشجيرات لإنتاج الكتلة الحيوية.
  • إن جمع الشجيرات بشكل منظم يقلل من مخاطر الحرائق ويحسن التنوع البيولوجي.

فرك كطاقة

تعد طاقة الكتلة الحيوية واحدة من مصادر الطاقة المتجددة الأكثر استخدامًا اليوم، خاصة في حرق نواة الزيتون وبقايا المحاصيل وغيرها من النفايات الزراعية، والتي لا تسمح فقط باستخدام هذه المواد التي كانت ستضيع لولا ذلك، ولكنها تولد أيضًا طاقة متجددة. وفي المدن والمجتمعات الريفية، تكون كمية النفايات التي يمكن استخدامها لتوليد الطاقة من خلال الكتلة الحيوية كبيرة.

المزارع الصناعية وبساتين الزيتون والمناطق الزراعية الأخرى ويستفيدون من استخدام البقايا لتوليد هذا النوع من الطاقة. ومع ذلك، يتم استكشاف إمكانية التوسع في استخدام الكتلة الحيوية باستخدام مصدر طاقة أقل تقليدية: الشجيرات. هل من الممكن أن تتمكن الشجيرات من تغذية مراجل الكتلة الحيوية بكفاءة وبشكل مستدام؟ هذا هو السؤال الذي بدأت الدراسات والمشاريع الأوروبية المختلفة في الإجابة عليه.

الشجيرات كمصدر للوقود

تنظيف

إنربيوسكروب وهو مشروع أوروبي بدأ في يونيو 2014 وانتهى في ديسمبر 2017، بعد ثلاث سنوات ونصف من البحث. كان هدفها الرئيسي هو تحديد ما إذا كان من الممكن استخدام شجيرات شبه الجزيرة الأيبيرية بطريقة مجدية اقتصاديًا ومستدامة لتوليد الطاقة من خلال الكتلة الحيوية.

وشمل المشروع كيانات مختلفة، ودمج الشركات الخاصة والمؤسسات العامة المخصصة للبحث وتطوير الطاقات المتجددة، فضلا عن التعاونيات والمجالس المحلية. ومن بين هذه المؤسسات معهد سوريان CEDER-Ciemat (مركز تطوير الطاقة المتجددة)، وجمعية تثمين طاقة الكتلة الحيوية (Avebiom)، وGestamp، وBiomasa Forestal، وتعاونية Agresta، ومجلس مدينة فابيرو، في ليون.

وعلى وجه التحديد، سعى المشروع إلى تحديد ما إذا كان من الممكن والمربح الاستفادة من 10 مليون هكتار من الشجيرات في إسبانياوالتي تمثل 18,5% من أراضي الغابات غير المشجرة في البلاد. على الصعيد العالمي، تمثل أراضي الشجيرات حوالي 20٪ من مساحة الغابات في العالم، وفقا للأمم المتحدة، مما يجعل هذه الكتلة الحيوية موردا لم يكن له حتى الآن سوى قيمة اقتصادية قليلة أو معدومة.

أهداف المشروع

فرك ككتلة حيوية

كان أحد أهم محاور تركيز Enerbioscrub هو فكرة أن حصاد الفرشاة يجب أن يكون قابلاً للتطبيق من الناحية الفنية والاقتصادية. ولهذه الأغراض، تم إجراء الاختبارات باستخدام الآلات التي سمحت بالتطهير وجمع الكتلة الحيوية في وقت واحد، وهو أمر بالغ الأهمية لتقليل تكاليف التشغيل.

ومن بين الأهداف الأساسية للمشروع، برز ما يلي:

  • تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والمشاركة في بناء اقتصاد منخفض الكربون، وبالتالي تشجيع التحول نحو الطاقات المتجددة.
  • الحد من مخاطر حرائق الغابات من خلال تقليل كمية الوقود المتوفرة في الغابات من خلال فرش التنظيف والتطهير.
  • تعزيز الإدارة المستدامة للغابات ومجدية اقتصاديًا في المناطق الهامشية، مما يدل على أن استخدام هذه الموارد يمكن أن يخلق فرص عمل في المجتمعات الريفية.
  • جعل الأدغال مربحة كمصدر للطاقة، مما يمنحها قيمة في سوق الطاقة ويقلل الحاجة إلى إعادة التشجير.

من خلال هذا النهج، لم تسعى شركة Enerbioscrub إلى توليد الطاقة المتجددة فحسب، بل أيضًا التخفيف من مخاطر حرائق الغاباتوهي مشكلة متكررة في إسبانيا. تزيد الشجيرات الكثيفة من خطر الحرائق المدمرة، لذا فإن استخدامها ككتلة حيوية يمثل حلاً مزدوجًا: فهو يقلل من حمل الوقود القابل للاشتعال ويولد الطاقة.

عملية الجمع والاختبار

كانت إحدى أهم نقاط مشروع Enerbioscrub هي إجراء اختبارات الجدوى من خلال استخدام آلات متخصصة لتنظيف الفرشاة والحصاد في نفس الوقت. تم إجراء الاختبار في مواقع مختلفة، بما في ذلك غاليسيا، قشتالة وليون، ونقاط أخرى من شبه الجزيرة الأيبيرية، تجمع شجيرات مثل المكنسة والخلنج والورد الصخري والجورس.

فرشاة الحصاد للطاقة الحيوية

بعد ذلك، تمت معالجة الكتلة الحيوية المجمعة في منشآت مختلفة، كما هو الحال في مصنع الحبيبات Biomasa Forestal في As Pontes (جاليسيا)، حيث تم تقييم كفاءة المواد المستخرجة عند تحويلها إلى كريات. وبالمثل، تم إجراء اختبارات الاحتراق في الغلايات الصناعية والمنزلية، ومقارنة أدائها مع أنواع أخرى من الكتلة الحيوية مثل الخشب والنفايات الزراعية.

تم تصنيف الشجيرات، بعد جمعها ومعالجتها، وفقًا لمحتوى الرماد والمحتوى المعدني وعوامل أخرى لتحديد إنتاجيتها من الطاقة. وقد وجد أن هناك أنواعًا كثيرة من الشجيرات، مثل الخلنج أو الورد الصخري جودة متوسطة إلى عالية من حيث الطاقة. وعلى الرغم من أن كثافة الطاقة أقل مقارنة بالخشب، إلا أن الشجيرات تتمتع بخصائص تنافسية من حيث التكلفة والوفرة.

فوائد بيئية واقتصادية

وبصرف النظر عن الفوائد الواضحة المتمثلة في الحد من الحرائق وإنتاج الطاقة المتجددة، فإن حصاد أراضي الأدغال من أجل الكتلة الحيوية يوفر مزايا بيئية متعددة. ومن خلال تعزيز إزالة الجبال ومساحات الغابات الهامشية، يتم تقليل خطر تآكل التربة، وتحسين التنوع البيولوجي من خلال السماح بتجديد النباتات، واستخدام المساحات التي كانت ستصبح مهجورة أو معرضة للتدهور.

من وجهة نظر اقتصادية، فإن استخدام أراضي الشجيرات كمورد للكتلة الحيوية يفتح طريقًا جديدًا للدخل لأصحاب الأراضي ومديري الغابات، بينما يساهم في إزالة الكربون لنظام الطاقة الأوروبي. وتماشيا مع أهداف الاتحاد الأوروبي بشأن الاقتصاد الأخضر والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، تساعد هذه الأنواع من المشاريع على إنشاء نظام طاقة أكثر استدامة وأقل اعتمادا على الوقود الأحفوري.

علاوة على ذلك، نظرًا لأنه يتم إنتاجها محليًا، فإن نقل الكتلة الحيوية المجمعة له تأثير ضئيل على البصمة الكربونية، وهو جانب حاسم للحفاظ على الفوائد البيئية لهذا النوع من الطاقة.

استنتاجات المشروع ومستقبل الطاقة الحيوية

الكتلة الحيوية للغابات

وبعد عدة سنوات من الاختبار، ثبت أن أراضي الشجيرات يمكن أن تكون خيارًا قابلاً للتطبيق لإنتاج الطاقة من خلال الكتلة الحيوية، بشرط تنفيذ الإدارة الكافية وأخذ الديناميكيات المحلية للنظم البيئية في الاعتبار. وأظهرت النتائج أن التطهير المنظم والمخطط له ليس مستدامًا فحسب، بل يمكنه تحسين جودة التربة ومنع الحرائق، مما يقلل من المخاطر على المدى القصير والطويل.

كما سلط مشروع Enerbioscrub الضوء على الحاجة إلى الإدارات العامة دعم هذه المشاريع من خلال الاستثمارات التي تسمح باقتناء آلات أكثر كفاءة وتنفيذ السياسات التي تعزز الاستخدام الشامل للأدغال. وبالمثل، تم تسليط الضوء على أهمية الجمع بين هذه الممارسة والاستخدامات التقليدية الأخرى مثل تربية النحل والغابات وإنتاج الفطر.

قدرة الشجيرات على إصلاح الكربون وتجديد الكتلة الحيوية بمعدلات عالية كما أنها تجعلها خيارًا رئيسيًا في مكافحة تغير المناخ. ومع توسع سياسات الاقتصاد الحيوي واكتساب إزالة الكربون أهمية، فمن المرجح أن يظل استخدام أراضي الشجيرات ككتلة حيوية مجالًا متوسعًا داخل قطاع الطاقة.

إن نجاح مشاريع مثل Enerbioscrub يفتح الباب أمام المزيد من المجالات غير المستغلة حاليًا للمساهمة في مزيج الطاقة الأوروبي، مما يفضل الانتقال نحو أشكال أكثر استدامة ويمكن الوصول إليها من الطاقة.


اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *

*

*

  1. المسؤول عن البيانات: ميغيل أنخيل جاتون
  2. الغرض من البيانات: التحكم في الرسائل الاقتحامية ، وإدارة التعليقات.
  3. الشرعية: موافقتك
  4. توصيل البيانات: لن يتم إرسال البيانات إلى أطراف ثالثة إلا بموجب التزام قانوني.
  5. تخزين البيانات: قاعدة البيانات التي تستضيفها شركة Occentus Networks (الاتحاد الأوروبي)
  6. الحقوق: يمكنك في أي وقت تقييد معلوماتك واستعادتها وحذفها.