محاكاة ناسا: الرحلة المقلقة لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي

  • المصادر الرئيسية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون هي الصناعة والنقل وحرائق الغابات.
  • تلعب بالوعات الكربون، مثل المحيطات والغابات، دورًا حاسمًا في امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
  • تجاوز تركيز ثاني أكسيد الكربون 2 جزء في المليون، مما يؤثر على المناخ العالمي.

فيديو ناسا لثاني أكسيد الكربون على الأرض

إنها صورة مزعجة توفر لنا رؤية واضحة لما العالم الأول يفعل على هذا الكوكب. ما نلاحظه ليس شيئًا يمكن تجاهله بسهولة، بل هو تحليل لتأثير انبعاثات الغازات الدفيئة على أرضنا.

تم تطوير الفيديو، الذي يوضح دوران ثاني أكسيد الكربون (CO2) عبر الغلاف الجوي، كجزء من مشروع ناسا يسمى جيوس-5 ويهدف إلى رفع مستوى الوعي حول كيفية تأثير انبعاثاتنا على كل ركن من أركان الكوكب. تم إنشاء هذا النموذج بواسطة مكتب النمذجة والاستيعاب العالمي التابع لوكالة ناسا، باستخدام بيانات الانبعاثات والغلاف الجوي التي تم جمعها في عام 2006. وعلى الرغم من استنادها إلى بيانات منذ أكثر من عقد من الزمان، فإن الصورة الحالية هي بلا شك أكثر إثارة للقلق.

محاكاة GEOS-5: "سباق الطبيعة"

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التابعة لناسا

قامت ناسا بتكليف جهاز محاكاة تم تطويره بواسطة CMMS، والمعروف باسم "تشغيل الطبيعة"، والذي يستخدم النماذج المناخية لتصور ثاني أكسيد الكربون وهو يتحرك عبر الغلاف الجوي. تغطي هذه المحاكاة دورة العام بأكملها، وتظهر كيف تتحرك انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عبر الأرض، والتي تحملها بشكل أساسي تيارات الرياح. وعلى وجه الخصوص، يبرز وجود مصادر كبيرة للانبعاثات في المناطق الصناعية.

ويكشف التحليل أيضًا عن حقيقة مثيرة للقلق: فقد زاد تركيز ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وفي عام 2، كانت النتائج مثيرة للقلق، ولكن اليوم أصبحت المناطق المتضررة من التلوث أكبر. وعلى الرغم من بعض الجهود الدولية للحد من الانبعاثات، فإنها تظل مرتفعة، حيث تتحمل دول مثل الصين والهند والولايات المتحدة المسؤولية الرئيسية عن إطلاق ثاني أكسيد الكربون.

مصادر الانبعاثات العالمية والاختلافات الإقليمية

أحد أكثر الاكتشافات الرائعة (والمثيرة للقلق) في الفيديو هو التمييز الواضح بين مصادر الانبعاثات في مناطق مختلفة من الكوكب. في أماكن مثل الولايات المتحدة وجنوب آسيا والصينالمصادر الرئيسية لثاني أكسيد الكربون هي المصانع الكبيرة ومحطات الطاقة ووسائل النقل. على العكس من ذلك، في مجالات مثل أفريقيا وأمريكا الجنوبيةوتتقاسم الزراعة والحرق العمد الكثير من المسؤولية عن الانبعاثات.

وفي الولايات المتحدة، تكون الانبعاثات أكثر ثباتًا بسبب النشاط الصناعي. ومع ذلك، في أفريقيا أو أجزاء من أمريكا الجنوبية، فإن حرائق الغابات، التي غالبا ما يغذيها الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، تشكل انبعاثات هائلة لثاني أكسيد الكربون. ومن المثير للاهتمام كيف تختلف الاختلافات في مصدر الانبعاث كثيرًا من قارة إلى أخرى.

دور مصارف الكربون و"النبض" الجوي

بالإضافة إلى إظهار مصادر ثاني أكسيد الكربون، تسلط المحاكاة الضوء أيضًا على تفاعل الغلاف الجوي مع الغلاف الجوي تسرب الكربونمثل المحيطات والغابات. تمتص هذه النظم البيئية كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، مما يساعد على تخفيف تأثير الانبعاثات.

يتضمن النموذج عرضًا تفصيليًا لكيفية امتصاص مصارف الكربون لثاني أكسيد الكربون من خلال عملية التمثيل الضوئي أثناء النهار، وإطلاقه ليلًا. ويتأثر هذا النمط "النبضي" الملحوظ في الغلاف الجوي أيضًا بحرائق الغابات، التي تميل إلى الحدوث بشكل أكبر أثناء النهار وتتراجع أثناء الليل.

إن المناطق الأكثر تأثراً بثاني أكسيد الكربون، بسبب مستوى التصنيع الكثيف فيها، هي المخاوف الرئيسية. تعد المدن شديدة التلوث، مثل تلك الموجودة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة والمدن الكبرى في آسيا، مصادر مستمرة لضخ ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، في حين تكافح المصارف لاستيعاب قدر كبير من التلوث.

العواقب الحالية للزيادة في ثاني أكسيد الكربون

عواقب ثاني أكسيد الكربون

مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق. وكما هو مذكور في نموذج ناسا، فقد ارتفع ثاني أكسيد الكربون من 278 جزءًا في المليون في عام 1750 إلى 427 أون 2024. ولا تعني هذه الزيادة زيادة التأثير على المناخ فحسب، بل ترتبط أيضًا بمشاكل مثل موجات الحر الأكثر شدة، والعواصف الأقوى، وفترات الجفاف الأطول.

يعمل ثاني أكسيد الكربون كعازل، حيث يحبس الإشعاع الحراري ويساهم في ارتفاع درجات الحرارة العالمية. وقد أدى ذلك إلى سلسلة من الظواهر الجوية القاسية، من موجات الحر غير المسبوقة إلى الفيضانات. علاوة على ذلك، فإن تغير الفصول والتغيرات في المناطق المناخية تؤثر على المجتمعات والحيوانات التي تعتمد على المناخات المستقرة.

بلدان مثل الصين والولايات المتحدة وهي تهيمن على مشهد انبعاثات الكربون، حيث تساهم بأكثر من نصف ثاني أكسيد الكربون المنبعث على مستوى العالم. تضيف هذه الدول معًا كميات فلكية من الانبعاثات التي تؤدي إلى تفاقم الأحداث المناخية المعاكسة.

وأخيرا، ورغم أن ثاني أكسيد الكربون في حد ذاته لا يشكل مادة سامة على نحو خطير بالنسبة للحياة البشرية، فإن مستويات الانبعاثات الحالية تعمل على تسريع الانحباس الحراري العالمي بمعدل ينذر بالخطر. تدعوك ناسا للتفكير في كيفية تأثير الإجراءات الفردية والجماعية على النظام البيئي العالمي، ولماذا من الضروري البدء في اتخاذ قرارات أكثر مراعاة للبيئة على المستوى السياسي والاجتماعي.

وينبغي للطبيعة المستمرة والمتوسعة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون أن تكون بمثابة تذكير صارخ بمدى الترابط بين مصير الكوكب ومسؤوليتنا تجاهه. إن هذا النوع من التقدم في التصور العلمي لا يمنحنا صورة أوضح عما يحدث فحسب، بل يشجعنا أيضا على أخذ زمام المبادرة في مكافحة تغير المناخ.


اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *

*

*

  1. المسؤول عن البيانات: ميغيل أنخيل جاتون
  2. الغرض من البيانات: التحكم في الرسائل الاقتحامية ، وإدارة التعليقات.
  3. الشرعية: موافقتك
  4. توصيل البيانات: لن يتم إرسال البيانات إلى أطراف ثالثة إلا بموجب التزام قانوني.
  5. تخزين البيانات: قاعدة البيانات التي تستضيفها شركة Occentus Networks (الاتحاد الأوروبي)
  6. الحقوق: يمكنك في أي وقت تقييد معلوماتك واستعادتها وحذفها.