كونها إسبانيا أ أعلى مكان وفي السياحة العالمية، تستضيف شواطئها آلاف السياح كل عام، الذين يتركون للأسف علامة غير مرغوب فيها على البيئة. ومن بين التأثيرات الأكثر وضوحا هي الزيادة في التلوث البلاستيكيوهي مشكلة لا تؤثر فقط على سواحل إسبانيا، بل على المحيطات حول العالم أيضًا. إن الكمية الهائلة من النفايات، وخاصة البلاستيك، التي ينتجها البشر، تعرض الحياة البحرية وصحة كوكبنا للخطر.
تظهر صورة نموذجية لفصل الصيف في إسبانيا موكبًا طويلًا من الأشخاص، محملين بالمظلات والمناشف والألعاب وغيرها من العناصر ذات الاستخدام الواحد والتي غالبًا ما ينتهي بها الأمر على الشواطئ كنفايات. في حين أن السياحة محرك اقتصادي مهم، إلا أن هذا النشاط يساهم في نمو الأزمة العالمية التلوث البلاستيكي في المحيطات. في الواقع، تشير التقديرات إلى أنه في كل عام أكثر من 8 مليون طن من البلاستيك وينتهي بهم الأمر في البحر.
الصيف على الشواطئ الإسبانية: نقطة حرجة
خلال فصل الصيف، يزداد عدد الأشخاص الذين يأتون إلى الشواطئ الإسبانية بشكل كبير. ويسعى هؤلاء السائحون إلى الاستمتاع بالبحر والشمس، إلا أن البيئة الطبيعية تعاني من عواقب تأثير الإنسان. المظلات وزجاجات المياه وأغلفة المواد الغذائية ليست سوى بعض من النفايات التي تظهر في الرمال. ومع ذلك، فإن واحدة من أكبر المشاكل هي ذلك العديد من السياح لا يأخذون القمامة معهم.
وفي نهاية اليوم، عندما يغادر السائحون، فإن ما يتبقى على الشواطئ عبارة عن خليط من القمامة، معظمها من البلاستيك. وتشير التقديرات إلى أن الكثير من هذه النفايات ينتهي بها الأمر إلى البحر، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة تلوث المحيطات. يعد هذا السلوك غير المسؤول من قبل بعض المصطافين أحد العوامل العديدة التي تساهم في المشكلة.
البلاستيك في المحيطات: ملوث دائم

إن القلق الكبير بشأن البلاستيك في المحيطات هو ذلك لا ينهار بسهولة. في حين أن أنواعًا أخرى من النفايات يمكن أن تتحلل بمرور الوقت، فإن البلاستيك يبقى لعقود، إن لم يكن لقرون، في الماء. وحتى عندما تتفتت، فإنها تفعل ذلك إلى جزيئات أصغر فأصغر تسمى جزيئاتوالتي تضر بنفس القدر بالنظام البيئي البحري. وقد تم بالفعل اكتشاف جسيمات بلاستيكية دقيقة في أجسام الأسماك والكائنات الحية الأخرى، بل إن بعضها وصل إلى السلسلة الغذائية البشرية.
على الرغم من أن البلاستيك يطفو، إلا أنه لا يبقى على السطح إلى أجل غير مسمى: مع مرور الوقت يغوص ويتراكم في قاع البحر، مما يخلق مشاكل جديدة. ووفقا للدراسات الحديثة، فإن المحيطات هي موطن لما يصل إلى 150 مليون طن من البلاستيك، مع تقديرات أنه بحلول عام 2050 سيكون هناك من البلاستيك أكثر من الأسماك في البحر.
- يمكن للمواد البلاستيكية الكبيرة، مثل الزجاجات والأكياس، أن تلحق الضرر المباشر بالحيوانات البحرية عن طريق تشابكها أو ابتلاعها.
- وتمثل المواد البلاستيكية الدقيقة، من جانبها، تهديدًا غير مرئي ولكنه خطير، حيث يمكن أن تبتلعها كائنات مجهرية مثل العوالق، مما يؤثر على السلسلة الغذائية بأكملها.
الجزر البلاستيكية: واقع ينذر بالخطر

لا يتم توزيع البلاستيك بالتساوي في جميع أنحاء المحيط. تقوم التيارات البحرية بسحب هذه النفايات العائمة نحو مناطق محددة، لتشكل تراكمات كبيرة تسمى جزر بلاستيكية. ولعل أشهرها هو رقعة القمامة الكبرى في المحيط الهادئمساحة من البلاستيك العائم تقدر بـ 1.6 مليون كيلومتر مربع.
هذه الجزر ليست مناطق قبيحة المنظر فحسب، بل إنها تمثل أيضًا تهديدًا خطيرًا للتنوع البيولوجي البحري. تخطئ الأسماك والسلاحف والطيور في اعتبار المواد البلاستيكية طعامًا، مما يجعلها تستهلكها على نطاق واسع. في كثير من الحالات، تموت هذه الأنواع بسبب انسداد الأمعاء أو المضاعفات الأخرى الناتجة عن تناول المواد البلاستيكية.
التأثير على الحيوانات البحرية

La الحيوانات البحرية إنها واحدة من أكبر ضحايا التلوث البلاستيكي. الأنواع مثل السلاحف والدلافين والطيور في خطر مستمر. كشفت دراسة أجراها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) أن أكثر من 1.300 نوع بحري تتأثر بالبلاستيك، إما عن طريق تناولها أو الوقوع فيها.
ويقدر تقرير حديث صادر عن مؤسسة إلين ماك آرثر أنه بحلول عام 2050 سيكون هناك كمية من البلاستيك أكبر من الأسماك في محيطاتنا إذا لم نتخذ إجراءات جذرية الآن. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنطلق المواد الكيميائية الموجودة في المواد البلاستيكية، مثل البيسفينول والفثالات، وتصل إلى الحيوانات البحرية، مما يؤثر على صحتها وتكاثرها، مما له عواقب على السلسلة الغذائية تؤثر أيضًا علينا نحن البشر.
إجراءات وحلول لمكافحة أزمة البلاستيك

وعلى الرغم من خطورة الوضع، إلا أن هناك حلولاً لعكس الضرر. ومن أبرز المشاريع تنظيف المحيطوالتي تسعى إلى القضاء على 50% من المواد البلاستيكية في المحيطات خلال 10 سنوات فقط. وباستخدام الحواجز العائمة، يتم توجيه المواد البلاستيكية إلى مناطق التجميع للتخلص منها لاحقًا.
بالإضافة إلى ذلك، وبفضل تشريعات الاتحاد الأوروبي، تتخذ الدول الأعضاء خطوات لحظر المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مثل المصاصات والأكواب التي تستخدم لمرة واحدة. وهذه خطوة حاسمة، لأن المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد تمثل جزءًا كبيرًا من النفايات التي ينتهي بها الأمر في المحيط.
وبالإضافة إلى الإجراءات الحكومية، يعد التعليم والتوعية بين السكان أمرًا ضروريًا. يجب علينا نحن المواطنين أن نكون مسؤولين عن إعادة نفاياتنا وعدم تركها في الرمال. وفي الواقع، فإن 80% من النفايات في المحيط تأتي من مصادر برية، مما يدل على أن تصرفاتنا على الأرض لها تأثير مباشر على جودة المياه.
كل جهد صغير مهم. ومن تجنب استخدام المواد البلاستيكية إلى المشاركة في مبادرات جمع النفايات، يمكننا جميعًا المساهمة في التخفيف من أزمة البلاستيك. ورغم أن المعركة صعبة، فبفضل التعليم والتكنولوجيا والالتزام العالمي، لا يزال بوسع محيطاتنا أن تتعافى.