تلوث الهواء في المدن: التأثيرات والحلول والحالات الأوروبية

  • يزيد تلوث الهواء من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.
  • تعد المناطق منخفضة الانبعاثات حلاً فعالاً لتقليل التلوث في المدن.
  • تعد سياسات النقل العام والتنقل الحضري المستدام أمرًا أساسيًا لتخفيف التلوث.

مدريد وبلد الوليد يتصرفان ضد التلوث

تلوث الهواء مسؤول عن الآلاف من الوفيات المبكرة وتفاقم العديد من الأمراض، خاصة في المدن الكبيرة، حيث تتفاقم بسبب عوامل مثل تمركز المركبات أو قلة الأمطار. واضطرت مدن مثل مدريد وبرشلونة وبلد الوليد إلى تنفيذ تدابير للتخفيف من هذه المشكلة، مثل القيود المفروضة على حركة المرور، وخاصة في الأيام التي يكون فيها التلوث أكبر.

علاوة على ذلك، أظهرت العديد من الدراسات أن التلوث لا يبقى في المدن الكبيرة فحسب، بل يؤثر على المجتمعات المجاورة، وينتشر عبر الرياح ويلحق الضرر أيضًا بالمناطق الريفية القريبة. وهذه المشكلة تحتاج إلى حلول عاجلة وعالمية.

آثار تلوث الهواء في المدن

واحدة من أخطر المشاكل الناجمة عن تلوث الهواء هو تأثيره المباشر على صحة الإنسان. تشير التقديرات إلى أن تلوث الهواء يساهم في وفاة حوالي 2.700 شخص سنويًا في إسبانيا. تتفاقم أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو بسبب المستويات العالية من الملوثات مثل ثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، والتي تصل إلى مستويات خطيرة خلال فترات التلوث العالية.

وفي هذا السياق، فرضت مدن مثل مدريد وبلد الوليد قيودًا على حركة المرور. خلال عام 2017، تم تنفيذ أكثر من 30 يومًا من القيود، بهدف تقليل مستويات التلوث، خاصة في المناطق المركزية. ومع ذلك، فإن حلقات التلوث العالي لا تمثل مشكلة إسبانية فقط. وتشهد مدن أوروبية وعالمية أخرى أيضًا زيادة في هذه المستويات بسبب التحضر والاعتماد على السيارات.

التلوث

يعد ثاني أكسيد النيتروجين أحد الأسباب الرئيسية للتلوث في المدن. ويختلط هذا الغاز الخطير، الذي يتم إنتاجه في الغالب عن طريق عوادم السيارات، مع مواد كيميائية أخرى ويؤدي إلى تكوين جزيئات أكثر ضررًا. تسبب هذه الملوثات، مع ملوثات أخرى مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت (SO2)، مشاكل صحية خطيرة بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي وسرطان الرئة.

عواقب التلوث على الصحة والبيئة

تضع منظمة الصحة العالمية (WHO) حدود السلامة لوجود جزيئات ملوثة في الهواء. ومع ذلك، في مدن مثل مدريد وبرشلونة، يتم تجاوز هذه الحدود بانتظام، وخاصة جزيئات PM10، التي يبلغ قطرها أقل من 10 ميكرون ويمكن أن تخترق عمق الرئتين.

في الواقع، يرتبط التعرض طويل الأمد لمستويات عالية من PM10 بمشاكل مثل أمراض الرئة المزمنة والتهابات الجهاز التنفسي الحادة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. كما أن الملوثات الأخرى مثل الأوزون التروبوسفيري (O3) تؤدي أيضًا إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي، خاصة خلال أشهر الصيف، عندما تكون درجات الحرارة أعلى وتكون التفاعلات الكيميائية في الغلاف الجوي أسرع.

السيارات الملوثة

التدابير التي اتخذتها المدن للحد من التلوث

وفي مواجهة هذا السيناريو، بدأت بعض المدن في اتخاذ إجراءات أكثر صرامة. فقد قامت مدريد، على سبيل المثال، بتفعيل العديد من بروتوكولات مكافحة التلوث التي تحد من السرعة على الشرايين الرئيسية وتحظر وقوف السيارات في المناطق الأكثر تضررا. تساعد هذه القيود على منع مستويات ثاني أكسيد النيتروجين من الارتفاع بشكل كبير، ولكن لم يتم الوصول بعد إلى مرحلة التنبيه الرابعة، والتي ستتألف من الحد من حركة المرور بنسبة 2٪، بالتناوب بين لوحات الأرقام الزوجية والفردية.

من ناحية أخرى، حظرت مدن مثل بلد الوليد تداول المركبات عبر المركز التاريخي في الأيام التي تشهد أكبر قدر من التلوث، وشجعت على استخدام وسائل النقل العام وغيرها من الوسائل المستدامة مثل الدراجات. ومع ذلك، فإن إحدى المشاكل التي ذكرها الخبراء أكثر هي أن هذه الأنظمة ليست متكاملة بشكل كامل في جميع المدن المتضررة.

كما اكتسبت المناطق منخفضة الانبعاثات (ZBE) شعبية في العديد من المدن الأوروبية والإسبانية، كجزء من قانون تغير المناخ. تقيد هذه المناطق الوصول إلى المركبات الأكثر تلويثًا، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في جودة الهواء.

الأسباب الرئيسية للتلوث

بالإضافة إلى العوامل التقليدية مثل حركة المرور والصناعة، فإن التدفئة المنزلية والممارسات الزراعية وسوء إدارة النفايات تعد أيضًا من العوامل المهمة التي تساهم في التلوث في المدن. المركبات، وخاصة تلك التي تستخدم الوقود الأحفوري مثل البنزين والديزل، مسؤولة عن جزء كبير من انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات PM2.

يحدد تقرير حديث صادر عن وكالة البيئة الأوروبية حركة المرور على الطرق باعتبارها واحدة من أكبر مصادر التلوث في أوروبا، حيث تشهد المدن الأكثر تضرراً زيادة في مستويات الجسيمات العالقة والملوثات الأخرى مثل ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد الكربون (NH3). والتي تتولد عن حرق الوقود الأحفوري والصناعة.

أضرار تلوث الهواء

سبب آخر مهم هو الزراعة المكثفة، التي تولد كميات كبيرة من الأمونيا بسبب الاستخدام المفرط للأسمدة النيتروجينية وسوء إدارة النفايات الحيوانية. غالبًا ما تشكل هذه الملوثات جزيئات ثانوية تساهم في سوء نوعية الهواء.

ومع ذلك، ليس كل شيء يتعلق بحركة المرور والصناعات. كما تؤثر إزالة الغابات وارتفاع درجات الحرارة العالمية بشكل مباشر على جودة الهواء. ومع تراجع الغابات، التي تعمل كمصارف للكربون، يبقى المزيد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.

ولمعالجة هذه المشكلة، تبحث العديد من المدن عن طرق بديلة لتقليل انبعاثاتها، بما في ذلك استخدام الطاقة المتجددة وتنفيذ التقنيات النظيفة في المصانع.

في نهاية المطاف، يجب أن تتضمن حلول هذه المشكلة السياسات البيئية، وزيادة الرقابة والعقوبات على المركبات الأكثر تلويثا، وتغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى وسائل النقل واستخدام الموارد.

يعد وعي المواطنين ودعمهم للسياسات الخضراء أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق الحد من التلوث في مدننا وجعلها مكانًا أكثر ملاءمة للعيش للجميع.


اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *

*

*

  1. المسؤول عن البيانات: ميغيل أنخيل جاتون
  2. الغرض من البيانات: التحكم في الرسائل الاقتحامية ، وإدارة التعليقات.
  3. الشرعية: موافقتك
  4. توصيل البيانات: لن يتم إرسال البيانات إلى أطراف ثالثة إلا بموجب التزام قانوني.
  5. تخزين البيانات: قاعدة البيانات التي تستضيفها شركة Occentus Networks (الاتحاد الأوروبي)
  6. الحقوق: يمكنك في أي وقت تقييد معلوماتك واستعادتها وحذفها.