المحاصيل التي تستهلك أكبر قدر من المياه وتأثيرها على الاستدامة العالمية

  • تتطلب زراعة اللوز في كاليفورنيا 12 لترًا من الماء لكل لوز.
  • ويستهلك الأفوكادو، وخاصة في تشيلي، 2.000 لتر للكيلوغرام الواحد.
  • تستنزف زراعة الأرز في الهند المياه الجوفية بسرعة.

ما هي المحاصيل التي تحتاج إلى أكبر قدر من الماء

المناطق في العالم التي تواجه ندرة حادة في المياه مسؤولة عن زراعة أكثر من 25% من الإنتاج الغذائي العالمي. ووفقا لمعهد الموارد العالمية (WRI)، تتفاقم هذه الظاهرة بسبب تغير المناخ، مما يؤثر على المزارعين في البلدان التي تعتمد على المياه الجوفية لري المحاصيل. يسعى الكثير من الناس إلى معرفة المحاصيل التي تحتاج إلى أكبر قدر من المياه بسبب المخاوف المتزايدة بشأن الاستدامة. في هذه المقالة، سنخبرك بالمحاصيل التي تتطلب أكبر قدر من المياه والوضع الحالي لتوافر المياه على هذا الكوكب.

ما هي المحاصيل التي تحتاج إلى أكبر قدر من الماء

من بين المحاصيل التي تتطلب كميات كبيرة من المياه لتزدهر، يبرز بعضها بشكل خاص. بعد ذلك، سنرى أمثلة نموذجية للمحاصيل التي تمارس ضغطًا قويًا على موارد المياه.

كاليفورنيا اللوز

اللوز كاليفورنيا

وبحلول عام 2050، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 5 مليارات شخص سيواجهون نقص المياه كنتيجة مباشرة لتغير المناخ. وفي المناطق التي تقل فيها المياه، يمكن أن تستهلك زراعة بعض الأطعمة كميات كبيرة من هذا المورد. والمثال الكلاسيكي هو إنتاج اللوز في كاليفورنيا، الولايات المتحدة.

تنتج كاليفورنيا 80% من اللوز في العالم، واستهلاك المياه مثير للقلق: هناك حاجة إلى 12 لترًا من الماء لزراعة لوز واحد. وكشفت دراسة أجريت بين عامي 2004 و2015 عن هذا الاستهلاك المرتفع للمياه، والذي يرتبط أيضًا بالاستخدام المكثف للمياه الجوفية لأغراض الري.

بالإضافة إلى ذلك، يستهلك إنتاج اللوز الضخم أكثر من 2 مليار لتر من المياه سنويًا، مما يؤدي إلى تفاقم النقص في المنطقة. وخلال فترة الجفاف التاريخية بين عامي 2011 و2018، عانى الوادي الأوسط، وهو إحدى مناطق الإنتاج الرئيسية، من انخفاض سنوي في منسوب المياه الجوفية بمقدار نصف متر، مما يسلط الضوء على عدم استدامة هذا المحصول على المدى الطويل إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة.

وفي الوقت الحالي، يعتمد المزارعون تقنيات ري جديدة مثل الري الدقيق، والتي وفقًا للدراسات، يمكن أن تقلل من استهلاك المياه مباشرة عند الجذور بنسبة تصل إلى 30٪.

الأفوكادو

الأفوكادو

الأفوكادو، الفاكهة التي اكتسبت شعبية عالمية في العقود الأخيرة، تتطلب كمية كبيرة من الماء لتنمو. ويحتاج إنتاج كيلوغرام واحد من الأفوكادو إلى 2.000 لتر من الماء في المتوسط، وهو ما يعادل حوالي 10 أحواض استحمام كاملة. وفي مناطق مثل بيتوركا في شيلي، حيث اشتد الجفاف، لم يشكل هذا الطلب على المياه خطراً على الموارد المائية المحلية فحسب، بل وأيضاً على الأمن الغذائي.

وفي بيتوركا، يحتاج هكتار واحد من الأفوكادو إلى 100.000 ألف لتر من مياه الري يومياً. وقد أدى ذلك إلى الإفراط في استغلال طبقات المياه الجوفية وتحويل الأنهار. وبالإضافة إلى ذلك، أدت الزيادة في الاستهلاك العالمي، مع نمو الواردات بمعدل 10% سنوياً، إلى فرض المزيد من الضغوط على الموارد.

إن تأثير تغير المناخ والطلب العالمي المتزايد على الأفوكادو يعزز الحاجة إلى تنفيذ ممارسات زراعية أكثر استدامة، مثل استخدام طرق ري أكثر كفاءة. ومع ذلك، إذا لم يتم تنظيم هذا الاتجاه، فقد يكون مستقبل هذا المحصول الحيوي في خطر.

قصب السكر في باكستان

قصب السكر

قصب السكر هو محصول آخر يتطلب كمية كبيرة من الماء. لإنتاج كيلوغرام واحد من قصب السكر، هناك حاجة إلى 210 لترًا من الماء في المتوسط، ولكن إذا تحدثنا عن السكر المكرر، فإن البصمة المائية تصل إلى 1.780 لترًا لكل كيلوغرام.

باكستان بلد يزرع فيه قصب السكر مع ارتفاع الطلب على المياه، ويمثل الري والاحتياطيات الجوفية 80٪ من المياه المستخدمة. بالإضافة إلى ذلك، أدى الدعم الحكومي لاستخراج المياه الجوفية إلى تثبيط الاستخدام المسؤول لهذا المورد، مما أدى إلى تفاقم الوضع.

أصبحت زراعة قصب السكر في منطقة يكون فيها توافر المياه محدودا مثل باكستان قضية مثيرة للجدل. ووفقاً للدراسات الحديثة، لا يوجد أي مبرر لهذا البلد لزراعة قصب السكر، نظراً لعدم استدامته على المدى الطويل.

الأرز في منطقة البنجاب، الهند

يعد الأرز أحد المحاصيل التي تستهلك أكبر كمية من المياه في جميع أنحاء العالم، خاصة في دول مثل الهند، حيث يلزم 1.670 لترًا من المياه لإنتاج كيلوغرام واحد من الأرز. والهند هي أكبر مصدر لهذه الحبوب، ولكن استغلال المياه الجوفية في مناطق مثل البنجاب وهاريانا يتجاوز القدرة على إعادة التغذية، مما يؤدي إلى أزمة مياه.

وفي الفترة بين عامي 2000 و2010، ارتفع معدل استنزاف المياه الجوفية في الهند بنسبة 23%، مما أثار المخاوف بين خبراء الاستدامة. وهذه المشكلة أكثر إثارة للقلق لأن أكثر من مليار شخص يعتمدون على مصادر المياه المستنفدة هذه.

وتدخلت الحكومة الهندية بتقديم الدعم لمضخات الديزل الكهربائية، مما سمح للمزارعين بمواصلة استخراج المياه حتى خلال فترات الجفاف، مما أدى إلى تفاقم الوضع. وقد تم اقتراح تنويع المحاصيل نحو الذرة الرفيعة والذرة، التي تتطلب كميات أقل من المياه وتقدم عوائد مماثلة.

الموز من جمهورية الدومينيكان

الموز، وخاصة في جمهورية الدومينيكان، مدرج أيضًا في قائمة المحاصيل ذات الاستهلاك العالي للمياه. تتطلب موزة كبيرة الحجم ما يقرب من 160 لترًا من الماء لتنمو. وعلى الرغم من أن هذا البلد هو أكبر مصدر للموز العضوي، حيث ينتج أكثر من 55% من الإنتاج العالمي، إلا أن طرق الري غير الفعالة التي يستخدمها معظم المزارعين أدت إلى تفاقم حالة ندرة المياه.

وتشهد جمهورية الدومينيكان حاليا موجة جفاف خطيرة أدت إلى انخفاض إنتاجها من الموز بنسبة 50%، وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2050، قد تواجه البلاد عجزا سنويا في المياه يزيد عن 500 مليار لتر.

يعد تنفيذ تقنيات ري جديدة وأكثر كفاءة أمرًا ملحًا للتخفيف من النقص وضمان استدامة إنتاج الموز على المدى الطويل.

محاصيل أخرى ذات استهلاك عالي للمياه

هناك محاصيل أخرى تساهم أيضًا بشكل كبير في الاستهلاك العالمي للمياه. فيما يلي بعض الأمثلة البارزة:

  • قطن: ويتطلب هذا المحصول، البالغ الأهمية لصناعة النسيج، حوالي 10.000 لتر من الماء لكل كيلوغرام. ويزرع بشكل رئيسي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، مما يؤدي إلى تفاقم تأثيره.
  • الفواكه مثل البطيخ والبطيخ: على الرغم من أنها فواكه صيفية، إلا أن محتواها المائي العالي يعني أنها تحتاج إلى إمدادات مستمرة من الري لنموها.
  • ذرة حلوه: على الرغم من أن الذرة الشائعة أكثر مقاومة لنقص الماء، إلا أن الذرة الحلوة تتطلب ريًا مستمرًا خلال مرحلة النمو للحصول على أكواز ذات نوعية جيدة.

وفي نهاية المطاف، فإن المحاصيل التي تتطلب المزيد من المياه للنمو تشكل ضغوطا كبيرة على موارد المياه، وخاصة في المناطق التي تعتبر ندرة المياه فيها حرجة بالفعل. ويجب على المزارعين والحكومات والمنظمات الدولية العمل معًا لتنفيذ تقنيات ري أكثر كفاءة وتشجيع الاستخدام الأكثر استدامة للمياه، لضمان توافر هذا المورد الأساسي للأجيال القادمة.


اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *

*

*

  1. المسؤول عن البيانات: ميغيل أنخيل جاتون
  2. الغرض من البيانات: التحكم في الرسائل الاقتحامية ، وإدارة التعليقات.
  3. الشرعية: موافقتك
  4. توصيل البيانات: لن يتم إرسال البيانات إلى أطراف ثالثة إلا بموجب التزام قانوني.
  5. تخزين البيانات: قاعدة البيانات التي تستضيفها شركة Occentus Networks (الاتحاد الأوروبي)
  6. الحقوق: يمكنك في أي وقت تقييد معلوماتك واستعادتها وحذفها.