أصبحت طاقة الرياح واحدة من أكثر الطاقات المتجددة استخدامًا في جميع أنحاء العالم. الاستفادة من قوة الرياح لتوليد الكهرباء بكفاءة ونظيفة ومربحة. في إسبانيا، اكتسب هذا النوع من الطاقة شعبية على مر السنين، وخاصة في سرقسطة، تم إحراز تقدم كبير في تطوير مزارع الرياح باستخدام التقنيات والتقنيات المتطورة.
برزت سرقسطة، التي تقع في منطقة مواتية جغرافيًا لهذا المصدر للطاقة، في إنشاء العديد من مزارع الرياح التي لا تقلل من انبعاثات الكربون فحسب، بل تساهم أيضًا في التنمية الاقتصادية للمنطقة، وتوليد فرص العمل وتعزيز المزيد من الاستقلال في مجال الطاقة. .
طاقة الرياح في سرقسطة: معيار وطني
في سرقسطة، تمتلك إيبردرولا واحدة من أقدم مزارع الرياح العاملة: حديقة لا بلانا 3، التي تعمل منذ أكثر من عقدين من الزمن. وكانت هذه الحديقة رائدة في تطوير طاقة الرياح في إسبانيا ولا تزال مثالاً لكيفية استخدام الرياح لإنتاج الطاقة المتجددة. في بداياتها، كانت أساسية لإثبات أن طاقة الرياح يمكن أن تكون بديلاً قابلاً للتطبيق للوقود الأحفوري.
وبمرور الوقت، تحسنت التكنولوجيا بشكل كبير، مما سمح بزيادة إنتاجية وكفاءة هذه الحدائق. تواصل Iberdrola الاستثمار في تحديث البنية التحتية لضمان استمرار توربينات الرياح في العمل على النحو الأمثل. وبهذه الطريقة، من المتوقع تحقيق أقصى قدر من الأداء وتقليل تكاليف التشغيل.
لا تعد سرقسطة معيارًا في مجال طاقة الرياح الصغيرة فحسب، ولكنها كانت أيضًا موطنًا لمشاريع الطاقة المهمة التي وضعت المدينة في طليعة الطاقة المتجددة في جميع أنحاء إسبانيا. وتبين أن الرياح في هذه المنطقة هي أحد أهم العوامل التي تبرر التطوير المستمر وبناء مزارع الرياح الجديدة.
مزرعة الرياح في لا مويلا
إحدى النقاط الرئيسية في تطوير طاقة الرياح في سرقسطة هي مزرعة الرياح لا مويلا. وتمتلك هذه الحديقة القدرة على توليد 21 ميجاوات، وهي تغذي بها جزءًا كبيرًا من سكان سرقسطة. وتقع على بعد بضعة كيلومترات فقط من المدينة، في منطقة تكون فيها الرياح متسقة وقوية، مما يسمح لتوربينات الرياح بالعمل لفترات أطول من الزمن. وبفضل هذا، فإن ما يقرب من 98% من موارد الطاقة المستخدمة في مدينة لا مويلا تأتي من الرياح.
تولد حديقة لا مويلا حوالي 950 جيجاوات في الساعة سنويًا، وهو ما يكفي لتزويد سكان يبلغ عددهم حوالي 726.000 نسمة. ويعادل هذا المستوى من الإنتاج كل استهلاك الطاقة السنوي في سرقسطة تقريبًا، مما يجعله مصدرًا رئيسيًا للطاقة في المقاطعة.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه الحديقة بمثابة مولد مهم لفرص العمل في المنطقة. وقد تم خلال بنائه وتشغيله خلق العشرات من فرص العمل، كما أن صيانته المستمرة تضمن المزيد من فرص العمل.
الرهان على الحدائق الجديدة في سرقسطة
تواصل سرقسطة الاستثمار بكثافة في طاقة الرياح لتغطية احتياجاتها من الطاقة وتقليل انبعاثات الكربون. وفي عام 2018، بدأت أعمال البناء في ما يصل إلى تسع مزارع رياح جديدة في إطار مشروع جويا، الذي يتوقع أن تبلغ القدرة المركبة الإجمالية 300 ميجاوات. تقع هذه الحدائق في مدن كامبو دي بيلشيت وكامبو دي داروكا وكامبو دي كارينينا.
ومن المتوقع ألا تساهم هذه الحدائق في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فحسب، بل ستولد أيضًا فرصًا اقتصادية جديدة. ومن المتوقع أن يتم خلق ما يصل إلى 2 فرصة عمل خلال مرحلة إنشاء هذه المشاريع، بالإضافة إلى دمج 1.000 وظيفة دائمة بمجرد تشغيل المجمعات.
ولا يكون لهذا الجهد تأثير إيجابي على البيئة فحسب، بل يدفع أيضًا التنمية الاقتصادية في المناطق الريفية التي تحتاج إلى مصادر جديدة للدخل وفرص العمل. ويبلغ الانخفاض المقدر لثاني أكسيد الكربون عندما تعمل هذه الحدائق بكامل طاقتها أكثر من 2 ألف طن سنويا، وهو ما يعزز التزام سرقسطة بمكافحة تغير المناخ.
الحدائق الرمزية: "تيكو ويند" والمشاريع المستقبلية
برزت حديقة "تيكو ويند"، الواقعة في فيلار دي لوس نافاروس وتديرها شركة إينيل جرين، كواحدة من أكثر المشاريع طموحًا في سرقسطة وإسبانيا. بقدرة 180 ميجاوات، تطلبت مزرعة الرياح هذه استثمارًا بقيمة 181 مليون يورو ووفرت 330 فرصة عمل مباشرة أثناء بنائها.
ويولد هذا المجمع حوالي 471 جيجاوات ساعة سنويا، وهو ما يعادل الاستهلاك السنوي لأكثر من 192.000 ألف منزل ويتجنب انبعاث ما يقرب من 192.200 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا. علاوة على ذلك، فإن إنتاجه يقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة الأجنبية، مما يؤدي إلى تجنب استيراد ما يصل إلى 2 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا.
في أراغون، يجري التخطيط لمزيد من المشاريع واسعة النطاق التي تجمع بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مثل مجموعة رويدا سور، التي تديرها شركة BayWa re. وسيجمع هذا المشروع الكلي بين 135 ميجاوات من طاقة الرياح و53 ميجاوات من الطاقة الشمسية، بإجمالي سنوي توليد يمكن أن يتجاوز 475 جيجاوات ساعة.
أراغون كمرجع للرياح في إسبانيا
تعد أراغون من بين أعظم دعاة طاقة الرياح في إسبانيا. مع أكثر من 4.868 ميجاوات، فهي المنطقة الثالثة في إسبانيا من حيث قدرة توليد الرياح، خلف قشتالة وليون وجاليسيا. وفي مقاطعة سرقسطة، تم تسجيل 164 مزرعة رياح عاملة، مما يضعها في مكانة بارزة ضمن البانوراما الوطنية.
ووفقا للبيانات الحديثة، تتصدر مقاطعة سرقسطة إنتاج هذه الطاقة بحوالي 5.490 جيجاوات ساعة يتم توليدها سنويا. وهذا يعني أنه في ثلاث سنوات فقط، من 2017 إلى 2020، شهدت المقاطعة نموًا كبيرًا بنسبة 64٪ في إنتاج الطاقة.
يعكس هذا الاتجاه المتزايد بوضوح أهمية سرقسطة وأراغون في قطاع الطاقة. إن جودة المشاريع التي تم تطويرها، إلى جانب نظام الرياح المناسب، تعني أن هذا المجتمع المستقل يواصل جذب الاستثمارات من شركات الطاقة المهمة.
الابتكار والتطوير: مشروع تويد
وفي مجال البحث والابتكار، د مشروع التويد تبرز كونها مبادرة تسعى إلى خفض تكلفة طاقة الرياح بنسبة تصل إلى 13% على المدى المتوسط، مع توقعات مستقبلية يمكن أن تحقق تخفيضًا بنسبة 50% بحلول عام 2050. بقيادة جامعة سرقسطة، يتمتع هذا المشروع بـ التعاون بين مختلف الكيانات والجامعات الأوروبية، والتي ستعمل على رقمنة قطاع طاقة الرياح.
ويكمن جزء من النجاح المتوقع للمشروع في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين صيانة ومتانة توربينات الرياح، الأمر الذي لن يقلل التكاليف فحسب، بل سيزيد أيضًا من الكفاءة والعمر الإنتاجي للمرافق.
يظهر إنشاء منصة علوم البيانات الافتراضية كأحد الإنجازات الأساسية للمشروع، والتي ستسمح بتبادل البيانات وتطوير حلول مبتكرة تنطبق على طاقة الرياح. ولن يفيد هذا التطور الصناعة فحسب، بل سيفتح أيضًا فرصًا جديدة للباحثين والتقنيين المتخصصين في هذا المجال.
وسيكون تدريب طلاب الدكتوراه ركيزة أخرى للمشروع، مما يسمح للمتخصصين المستقبليين في رقمنة الرياح بتطوير حلول قادرة على تقليل حالات الفشل وتحسين الإنتاجية.
تلعب طاقة الرياح في سرقسطة دورًا أساسيًا لكل من البلاد والمنطقة، كونها معيارًا في تطوير مشاريع مبتكرة ومستدامة ومستدامة اقتصاديًا. إن الجمع بين التقدم التكنولوجي والاستثمارات الجديدة والدعم الحكومي يضمن أن تظل طاقة الرياح محركًا للنمو واستقلال الطاقة للمجتمع.