وافقت الحكومة الأسترالية على بناء أكبر محطة للطاقة الشمسية الحرارية في العالم، والتي سيتم تركيبها فيها بورت أوغوستا، في جنوب أستراليا. سيكون لهذا المصنع الطموح قوة 150 ميجاوات وستكون خطوة أخرى في تحول مشهد الطاقة في البلاد نحو الطاقات المتجددة. المشروع يحظى بدعم الشركة SolarReserve، التي قامت بالفعل ببناء منشآت حرارية شمسية في الولايات المتحدة، مثل مصنع كريسنت ديونز في ولاية نيفادا.
تكلفة المصنع ترتفع إلى حوالي 650 مليون دولار أسترالي (510 مليون دولار أمريكي)، وسيتم إنشاء البناء 650 فرصة عمل محلية خلال تطورها. وبحسب الجدول الزمني الأولي، سيبدأ العمل في العام المقبل، ومن المتوقع أن يكتمل بحلول عام 2020، لتوفير الطاقة لولاية جنوب أستراليا.
تشغيل محطة الطاقة الشمسية الحرارية
يكمن الاختلاف الرئيسي بين محطة الطاقة الكهروضوئية ومحطة الطاقة الشمسية الحرارية في طريقة توليد الطاقة وتخزينها. وبينما تقوم محطات الطاقة الكهروضوئية بتحويل ضوء الشمس مباشرة إلى كهرباء، فإن محطات الطاقة الشمسية الحرارية، مثل تلك الموجودة في بورت أوغوستا، يستخدمون المرايا لتركيز ضوء الشمس في نظام التدفئة. وعلى وجه التحديد، سيستخدم هذا المصنع التكنولوجيا الملح المنصهر، مما يسمح بتخزين الحرارة بشكل أكثر كفاءة.
أستاذ ماثيو ستوكسويوضح، من الجامعة الوطنية الأسترالية، أن أحد التحديات الرئيسية للطاقة الحرارية هو أنها لا تستطيع سوى تخزين الحرارة، مما يجعلها أقل مرونة من البطاريات. ومع ذلك، فإن نظام التخزين الحراري أكثر اقتصادا بشكل ملحوظ من البطاريات التقليدية، وفقا للعديد من الخبراء، بما في ذلك وسيم سمعان، أستاذ هندسة الطاقة المستدامة بجامعة جنوب أستراليا.
قدرات الطاقة وفوائدها
سيكون لدى محطة بورت أوغوستا الحرارية الشمسية القدرة على تخزين الطاقة لاستخدامها ليلاً، مما يسمح بتوليد الكهرباء أثناء ذلك 8 ساعات كحد أقصى بعد غروب الشمس. وهذا سيضمن استمرار الإمداد، مما يلغي الاعتماد على التقلبات الشمسية اليومية. سيقوم المصنع بتسليم ما مجموعه 495 جيجاوات/ساعة (GW/h) من الطاقة سنويًا، وهو ما سيغطي ما يقرب من 5٪ من احتياجات الطاقة في جنوب أستراليا، وهو ما يكفي لتزويد حوالي 90.000-100.000 منزل.
على المدى الطويل، يتمثل الطموح في تحقيق دورة إنتاج ناجحة طوال اليومدون انقطاع، الأمر الذي يمكن أن يمثل علامة فارقة في استقلال المنطقة في مجال الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، سيساهم المصنع في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتجنب إطلاق حوالي 200.000 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، فائدة كبيرة لمكافحة تغير المناخ.
أستراليا والتقدم الذي أحرزته في مجال الطاقة المتجددة
أستراليا ليست جديدة على المشاريع الكبيرة المتعلقة بالطاقة المتجددة. ومن الجدير بالذكر أيضًا حقيقة أنه في عام 2017 تم تثبيت Tesla أكبر بطارية ليثيوم في العالم في ولاية جنوب أستراليا، وهو مشروع يكمل بشكل مثالي مبادرات الطاقة الشمسية والحرارية الشمسية في المنطقة. تحتوي بطارية تسلا على سعة 100 ميغاواط وهو متصل بمزرعة هورنسديل للرياح، وهي منشأة تولد أكثر من 1.050.000 ميجاوات/ساعة من الكهرباء سنويًا.
دافع إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، عن إمكانات الطاقة الشمسية لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة. علاوة على ذلك، فإن مشاريع مثل أورورا في بورت أوغوستا تؤكد من جديد أن الطاقة الحرارية الشمسية يمكن أن تكون حلا أكثر كفاءة للمناطق ذات التعرض الكبير لأشعة الشمس، مثل أستراليا.
من ناحية أخرى، رجل الأعمال البريطاني سانجيف جوبتاأعلنت شركة SIMEC ZEN Energy، من خلال شركتها، عن بناء بطارية جديدة بسعة أعلى من بطارية Tesla، مع 120 ميجاوات/140 ميجاوات ساعة، وأيضا في جنوب أستراليا. وهذا يعزز ريادة أستراليا في مجال الطاقة المتجددة.
مستقبل واعد للطاقة
جعلت أستراليا الطاقة المتجددة واحدة من أهم أولوياتها. ومن المتوقع خلال عام 2024 أن تحقق الدولة تقدمًا مطردًا نحو هدفها الذي تسعى إلى تحقيقه الطاقة المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2030. الباحثون في جمعية التكنولوجيا البديلة (ATA) أيدوا هذا الاحتمال، مسلطين الضوء على أن تحول الطاقة في أستراليا يمر بمرحلة توسع متسارع.
تجدر الإشارة إلى أن الطاقات المتجددة تمثل بالفعل أكثر من 40% من الكهرباء في جنوب أستراليا، ومع مشاريع مثل محطة بورت أوغوستا، فإن البلاد تقترب خطوة واحدة من الاستقلال الكامل في مجال الطاقة.
ومع وجود هذه المحطة الحرارية الشمسية وغيرها من المشاريع قيد التنفيذ، أصبحت أستراليا في وضع أفضل قوة عالمية عظمى في مجال الطاقة المتجددةقادرة على قيادة المعركة ضد تغير المناخ وتحويل مصفوفة الطاقة الخاصة بها.