
تشير درجات الحرارة المرتفعة إلى فصل الصيف، مما يجبرنا على التفكير في كيفية استخدام مكيفات الهواء وحماية الهواء الذي نتنفسه. إن الزيادة في الطلب على الكهرباء الناجمة عن الاستخدام المكثف لأنظمة التبريد تصطدم اليوم بشكل مباشر مع التحدي المتمثل في الحفاظ على جو أكثر نظافة وصحة في البيئات الحضرية.
القلق بشأن استهلاك الطاقة والتلوث يتزايد تلوث الهواء، لا سيما في دول مثل إسبانيا، حيث يعيش غالبية السكان معرضين لهواء يتجاوز الحدود التي توصي بها منظمة الصحة العالمية. ويزداد البحث عن حلول إلحاحًا، سواءً للحفاظ على الصحة أو لمنع ارتفاع فواتير الكهرباء بشكل كبير خلال الأشهر الأكثر حرًا.
كيفية توفير الطاقة دون ارتفاع درجة الحرارة في المنزل؟
في ضوء المتعاقبة أولاس دي كالور، من الضروري استخدام الاستراتيجيات بحيث تكييف الهواء لا يزيد من استهلاك الكهرباء. ال منظمة المستهلكين والمستخدمين (OCU) ينصح العديد من الخبراء بضبط درجة حرارة الغرفة المطلوبة وترك الجهاز يحافظ على مناخه، بدلاً من إيقاف تشغيله وتشغيله باستمرار. هذا يمنع الجهاز من العمل بكامل طاقته في كل مرة يُعاد تشغيله، مما يزيد من استهلاك الطاقة.
حافظ على منظم الحرارة حولك 24 درجة مئوية عادةً ما يكون هذا كافيًا. مع كل درجة حرارة منخفضة، يمكن أن يزيد الاستهلاك بنسبة تصل إلى 10%. يُنصح أيضًا بألا يتجاوز الفرق مع درجة الحرارة الخارجية 8 درجات مئوية. لذلك، إذا كانت درجة الحرارة الخارجية 35 درجة مئوية، فالإعداد الأمثل هو ضبط الجهاز على حوالي 27 درجة مئوية.
هناك تدابير رئيسية أخرى، مثل الاستفادة من المراوح لإعادة توزيع الهواء النقياستخدم الستائر والمظلات لتجنب الحرارة المباشرة من الشمس وتأكد من أن المرشحات نظيفة، حيث أن الفلتر المسدود يمكن أن يزيد الاستهلاك بنسبة تتراوح بين 5% و15%. الوضع ECO وتساعد المؤقتات أيضًا على منع الاستخدام غير الضروري، خاصة في الليل أو عندما لا يكون أحد في المنزل.
اختيار الجهاز له نفس الأهمية: المعدات ذات شهادة A+++ وتكنولوجيا العاكس إنها توفر كفاءة أعلى وتسمح لك بالحفاظ على برودة البيئة مع استهلاك طاقة أقل. علاوة على ذلك، يُنصح باستخدامها اغلاق الهواء تماما إذا كان المنزل سيكون فارغًا لعدة ساعات.
تلوث الهواء: تهديد صامت
وبعيدًا عن القضية الاقتصادية، فإن أحدث التقارير عن جودة الهواء في إسبانيا وأوروبا تكشف بياناتٌ مُقلقة. تُشير التقديرات إلى أن سوء جودة الهواء يُسبب عشرات الآلاف من الوفيات المُبكرة سنويًا في بلدنا، ويرجع ذلك أساسًا إلى الجسيمات الدقيقة والغازات مثل ثاني أكسيد النيتروجين. ويظل المصدر الرئيسي هو حركة المرور على الطرق، مع أن التدفئة والصناعة والنقل البحري والجوي تُساهم أيضًا في ذلك.
El التكلفة الصحية والاقتصادية يُعدّ هذا التلوث الجوي مرتفعًا، إذ تُقدّر الخسائر بمليارات اليورو في إسبانيا وحدها. وقد وضع الاتحاد الأوروبي هدفًا لخفض الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء بنسبة 2030% على الأقل بحلول عام 55 مقارنةً بعام 2005.
الحلول الحضرية: الابتكار من أجل مدن أنظف
وكتكملة للتدابير الرامية إلى الاستخدام المسؤول لتكييف الهواء، تنفذ مدن مثل مدريد التقنيات الحضرية لتحسين جودة الهواءومن الأمثلة على ذلك مظلات AirNetwork شركة JCDecaux، المجهزة بأنظمة تحفيز ضوئي قادرة على إزالة أكاسيد النيتروجين من الهواء. هذه المبادرة، التي جُرِّبت بنجاح في سرقسطة، لا تهدف فقط إلى جعل المساحات الحضرية أكثر استدامة، بل أيضًا إلى دمج الوظائف البيئية في الأثاث العام نفسه.

ويأتي الابتكار أيضًا في شكل دهانات خاصة للمبانيمثل تلك التي طُوّرت في سنغافورة: طبقة قادرة على امتصاص الماء وإطلاق البخار في البيئة، مُحاكيةً مبدأ التعرق البشري لتبديد الحرارة بشكل سلبي. هذه الأنواع من الحلول، القابلة للتطبيق في المباني القائمة، تُقلّل من استخدام تكييف الهواء بنسبة تصل إلى 40%، وهي مفيدة بشكل خاص في المناطق الرطبة حيث تتفاقم الحرارة والتلوث بسبب التركز الحضري.
التقدم في تصميم وإدارة المدن وتتضمن هذه المبادرات اعتماد تقنيات تسهل تجديد الهواء وتنقيته، بالإضافة إلى تشجيع الاستهلاك الأكثر عقلانية لأنظمة تكييف الهواء التقليدية.
يعتمد التوازن بين راحة منازلنا وجودة البيئة في المدن بشكل متزايد على الاستخدام الذكي للطاقة وتبني أساليب تكنولوجية جديدة. إن الالتزام بالاستهلاك الكفؤ والابتكارات التي تُحسّن جودة الهواء هو قرار اقتصادي والتزامٌ بالصحة والرفاهية الجماعية.
