السعي نحو إعادة الاستخدام في إسبانيا: تقدم كبير على الصعيد الاجتماعي والعملي والتكنولوجي

  • لقد أصبح إعادة الاستخدام ركيزة بيئية أساسية في المشاريع الحضرية والصناعية والتشريعية الجديدة.
  • وقد ظهرت حركات وتحالفات لتشجيع الاستهلاك الواعي واستخدام المنتجات التي انتهت صلاحيتها، وتشمل هذه الحركات شركات كبيرة ومنظمات اجتماعية.
  • وتبرز مبادرات بلدية مثل "مكتبة الأشياء" في خيتافي والأسواق المتخصصة لتعزيز الاقتصاد الدائري المحلي.
  • ويعمل القطاعان العام والخاص على تعزيز المساعدات والسياسات والبنية الأساسية الجديدة للحد من النفايات وتحسين الموارد في القطاعات الرئيسية مثل الطاقة المتجددة والمياه.

المنتجات المعاد استخدامها والاقتصاد الدائري

تكتسب إعادة الاستخدام وزنًا متزايدًا في الأجندة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية الإسبانية، بفضل ظهور مبادرات عامة وخاصة جديدة تهدف إلى إعطاء المنتجات حياة ثانية. هذا الاتجاه، الذي تغذيته سياق الاستهلاك المتسارع والمخاوف البيئية، يُسلِّط الضوء على ضرورة اعتماد نماذج أكثر دائرية في إدارة الموارد والنفايات. في الأشهر الأخيرة، طُبِّقت مشاريع مبتكرة، وحركات مدنية، وسياسات داعمة تجعل إعادة الاستخدام عنصرًا أساسيًا في الاستدامة.

حركة إعادة الاستخدام وقد برزت بقوة لإشراك الشركات والمنصات الرقمية والجمعيات من مختلف القطاعات في مهمة رفع مستوى الوعي حول الاستهلاك المسؤول وقيمة الاقتصاد الدائري. هذا التحالف متعدد القطاعات، والذي تشارك فيه شركات مثل IKEA وVinted وMilanuncios وWallapop، إلى جانب كيانات اجتماعية مثل AERESS ومنتدى NESI، تسعى الحركة إلى تغيير النظرة الاجتماعية لإعادة التدوير وتسهيل دمجها في العادات اليومية. بدءًا من صياغة برنامجها الخاص، وصولًا إلى إعداد حملات عامة ومقترحات سياسية متوافقة مع قانون الاستهلاك المستدام المستقبلي، تهدف الحركة إلى جعل إعادة التدوير أمرًا طبيعيًا لا استثناءً.

التأثيرات الاجتماعية والبيئية لإعادة الاستخدام: من الوعي إلى التوظيف المحلي

إن إعادة الاستخدام لا تساهم في تقليل إنتاج النفايات فحسب، بل إنها تحفز أيضًا خلق فرص العمل. في قطاعات مثل الإصلاح أو الخدمات اللوجستية أو تجديد المنتجات. تُظهر منصات السلع المستعملة مثل Wallapop انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة ببيع وشراء العناصر المعاد استخدامها، وبالإضافة إلى تعزيز اقتصاد أكثر استدامة، قامت شركات مثل إيكيا بتكييف أجزاء من نموذج أعمالها للاستجابة للطلب العام على الإصلاح والتجديد، وتخصيص استثمارات كبيرة لمشاريع الاستدامة والسماح لعملائها بإصلاح الأثاث الذي اشتروه.

حركة إعادة الاستخدام كما يُشدد على أهمية كسر التحيزات الثقافية والحواجز التنظيمية التي تعيق حاليًا التوسع في تبني إعادة الاستخدام والمنتجات المستعملة. ولتحقيق هذه الغاية، يُعزز البرنامج نظرة إيجابية للمستهلك المُعاد استخدامه، ويُبعده عن الوصمات القديمة، ويُعطيه دورًا رياديًا في التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة. وكما يُشير المتحدثون باسم المنصة، "يجب أن يصبح إعادة الاستخدام عملاً معترفًا به اجتماعيًا ومدعومًا من قبل جميع الجهات الفاعلة، العامة والخاصة،" ترك منطق الاستخدام والتخلص منه.

المشاريع البلدية: "مكتبة الأشياء" وأسواق إعادة الاستخدام

على المستوى المحلي، وافقت خيتافي على بناء "مكتبة الأشياء" الرائدة على مساحة تزيد عن 6.700 متر مربع بين حيي لوس مولينوس وخيتافي نورتي. سيُوفر هذا المركز، الذي تديره شركة ليما العامة، منصةً لتبادل وإصلاح وإعارة المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام، مما يسمح بإنقاذ آلاف المنتجات سنويًا من مكبات النفايات وإعادة استخدامها. بالإضافة إلى مساحات عرض للأثاث والأجهزة المنزلية والكتب والملابس، سيضم المركز "مدرسة إصلاح" وورش عمل تدريبية عملية وحملات توعية تستهدف العائلات والشركات على حد سواء. مبادرات إعادة التدوير في المراكز التعليمية استكمال هذه الجهود لتعزيز ثقافة إعادة الاستخدام في المجتمع.

الدافع وراء هذا المشروع هو جزء من استراتيجية النفايات البلدية، والتي نجحت منذ عام 2019 في منع التخلص من أكثر من 12.000 منتج سنويًا وتعزيز مكانة خيتافي كمعيار للاستدامة الحضرية. نهجها الشامل، الذي يجمع بين تمديد دورة حياة الأشياء وخلق فرص العمل المحلية والتعليم البيئي، يُظهر هذا المشروع إمكانات إعادة الاستخدام المُطبّقة في البيئات الحضرية. كما تسعى مبادرات موازية، مثل لقاءات التبادل البلدية المُنظّمة في مدن مثل ريفاس فاسيامدريد، إلى تسهيل الوصول المجاني إلى المنتجات المُعاد استخدامها وتعزيز ثقافة إعادة التدوير.

إعادة تدوير المدارس-6
المادة ذات الصلة:
إعادة التدوير في المدارس: مبادرات ومشاريع تعزز الاستدامة في المراكز التعليمية

المساعدات والابتكار والاقتصاد الدائري في القطاعين الصناعي والطاقة

ويواصل القطاع العام الاستثمار في إعادة الاستخدام كمحرك للابتكار والقدرة التنافسية.ومن الأمثلة الواضحة على ذلك برنامج RENOCICLA التابع لمعهد تنويع الطاقة وتوفيرها (IDAE)، والذي يخصص 100 مليون يورو لتمويل مشاريع التصميم البيئي وإعادة التدوير وإعادة الاستخدام المرتبطة بمعدات الطاقة المتجددة، مثل الألواح الشمسية والبطاريات وشفرات توربينات الرياح. يسعى هذا البرنامج إلى إغلاق دورة حياة المعدات التكنولوجية، من خلال تقليل استخراج المواد الخام وتقليل إنتاج النفايات الصناعية، يتم تعزيز عمليات أكثر استدامة في قطاع الطاقة من خلال الدعم الموجه للبحوث وتطوير المرافق ودمج المواد الثانوية.

خط RENOCICLA، التي تندرج ضمن إطار PERTE للاقتصاد الدائري وتتماشى مع استراتيجية الاقتصاد الدائري الإسبانية "إسبانيا 2030"، تعطي الأولوية للمشاريع ذات المعدلات العالية من إعادة الاستخدام وإعادة التدوير حسب الوزن، بالإضافة إلى تشجيع استخدام المواد الحيوية مثل الليثيوم في الدورات المتعاقبة. الجوانب التنظيمية لتقنيات الطاقة المتجددة كما أنها تلعب دورًا أساسيًا في هذا التحول نحو نماذج أكثر استدامة ودائرية في صناعة الطاقة.

التحديات التنظيمية والتقدم المحرز: نحو قانون مستدام لحماية المستهلك

يرتبط تقدم إعادة الاستخدام في إسبانيا ارتباطًا وثيقًا بتطور الإطار التنظيميتدعو الحركات الاجتماعية والتجارية إلى تشريعات أكثر طموحًا تُعزز الاستهلاك المستدام وتُزيل العوائق أمام السلع المستعملة والتحول الدائري. يُمثل قانون الاستهلاك المستدام المُرتقب فرصةً لتعزيز حماية البيئة، وخلق فرص عمل محلية، وتعزيز الشفافية في سلسلة قيمة المنتجات. كما سيُوفر حوافز للمستهلكين والشركات على حدٍ سواء لتبني ممارسات مسؤولة بيئيًا.

بفضل مشاركة المجموعات والمنصات والجهات الفاعلة المؤسسية، لقد أصبح النقاش العام حول إعادة الاستخدام محورياً في الأجندة الإعلامية والسياسية، إرساء الأسس لهذه الممارسة لتصبح خيارًا قابلاً للتطبيق بيئيًا واقتصاديًا واجتماعيًا للمجتمع ككل.

تتجلى أهمية إعادة الاستخدام على المستويين المحلي والوطني، حيث تسعى الجهود الاجتماعية والبلدية والصناعية إلى إيجاد حلول مستدامة للتحديات البيئية والاقتصادية. وبفضل السياسات الفعّالة والمبادرات المبتكرة وانخراط المواطنين المتزايد، تبرز إعادة الاستخدام كأداة أساسية لإغلاق دورة الموارد وتعزيز نظام إنتاج أكثر استدامة.

الاقتصاد الدائري الشامل لإعادة التدوير-3
المادة ذات الصلة:
الاقتصاد الدائري وإعادة التدوير الشامل: مبادرات تُحدث تغييرًا في المدن والأقاليم