وبعد انتظار طويل، ما يقرب من 20 عامًا منذ بدء المشروع، افتتحت السلطات الإيرانية أخيرًا المصنع. مقران للطاقة الشمسيةفي محافظة كرمان شرقي البلاد. ويعد هذا المجمع هو الأكبر في البلاد وتبلغ طاقته الإنتاجية 20 ميغاوات، وهو ما يمثل خطوة مهمة لإيران نحو تطوير مصادر الطاقة المتجددة. وبحسب وزير الطاقة الإيراني، حامد تشيتشيان، فقد تم تلقي العروض 3.600 مليون في الاستثمار الأجنبي الموجه حصرا إلى قطاع الطاقة المتجددة.
حاليا، تمتلك إيران أكبر قدرة على إنتاج الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط، وتغطي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية. ومع أكثر من 300 يوم مشمس في السنة، والرياح المواتية لطاقة الرياح والعديد من محطات الطاقة الكهرومائية، تتمتع إيران بالقدرة على تصدير الطاقة الكهربائية إلى البلدان المجاورة.
الطاقة الشمسية في إيران
أحد الموارد الرئيسية لإيران هو الإشعاع الشمسي الوافر، بمتوسط 2.800 ساعة من أشعة الشمس في السنة. وتعتبر إيران جنة لإنتاج الطاقة الشمسية، حيث توجد مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية مثالية لتركيب محطات الطاقة الشمسية. وقدمت الحكومة حوافز ضريبية وإعانات لجذب الاستثمار الأجنبي وتسريع تنمية هذا القطاع، الأمر الذي أثار اهتماما كبيرا من الشركات العالمية.
وفي المستقبل القريب، تخطط إيران لبناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 100 ميغاوات، والتي ستكون بمثابة المحطة الأولى الأكبر في الشرق الأوسط وسيسمح للبلاد بمواصلة تسخير إمكاناتها الشمسية الهائلة. علاوة على ذلك، تخطط إيران لزيادة الطاقة الإنتاجية للألواح الشمسية إلى 1.8 جيجاوات في وقت قصير، مما سيرفع قدرتها الإجمالية إلى 2.3 جيجاوات سنويًا.
طاقة الرياح في إيران
تعد طاقة الرياح أحد الوعود العظيمة الأخرى لقطاع الطاقة المتجددة في إيران. في السنوات الأخيرة، زادت البلاد قدرتها على توليد الكهرباء من الرياح، بدءًا من 45 ميجاوات عام 2006 إلى أكثر من 130 ميجاوات في عام 2009. وكان هذا النمو مدفوعًا إلى حد كبير ببناء مزارع الرياح في مناطق مثل منجيل وبينالود.
وفي مارس 2023، تم افتتاح مزرعة رياح جديدة في تاكيستان، بقدرة 55 ميجاوات وبتكلفة 92 مليون دولار. تم تطوير هذا المشروع من قبل مجموعة شركات MAPNA، الملتزمة بزيادة قدرة الرياح في البلاد. وتخطط إيران لتحقيق قدرة الرياح المثبتة 30.000 ميغاواط.
كما أن إيران هي المنتج الوحيد لتوربينات الرياح في الشرق الأوسط، مما يمنحها دوراً بارزاً في المنطقة.
الطاقة الكهرومائية في إيران
تظل الطاقة الكهرومائية إحدى ركائز مزيج الطاقة في إيران وتمثل أكثر من 14% من قدرة إنتاج الكهرباء في البلاد. تمتلك إيران العديد من محطات الطاقة الكهرومائية، مما يسلط الضوء على سياه بيشوهي أول محطة للطاقة الكهرومائية يتم ضخها وتخزينها في الشرق الأوسط.
يسمح هذا النوع من التكنولوجيا بتخزين الطاقة في أوقات انخفاض الطلب، وضخ المياه إلى الخزانات الموجودة على ارتفاعات أعلى، ومن ثم إطلاق المياه وتوليد الكهرباء عندما يكون الطلب على الطاقة مرتفعا. ويتمتع سدا سياه بيش، الواقعان على نهر تشالوس، بقدرة إجمالية تبلغ حوالي 3,5 مليون متر مكعب من المياه، ويمكنهما توليد ما يكفي من الكهرباء لتلبية طلب المنطقة.
وقد تم تمويل مصنع سياه بيشه بالكامل برأس مال إيراني، وتم تطوير 90% من التكنولوجيا المستخدمة محلياً، وهو إنجاز عظيم للبلاد في سياق العقوبات الدولية.
وفي السنوات المقبلة، تعمل السلطات الإيرانية على زيادة القدرة على توليد الطاقة المتجددة، مع التركيز بشكل خاص على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. ويقدر الخبراء أن إيران لديها القدرة على تغطية 16% من طلبها على الطاقة بمصادر متجددة بحلول عام 2030، وهو ما يمثل أحد أكثر التحولات طموحًا في مجال الطاقة في المنطقة.
لقد أثبتت إيران قدرتها على تطوير وتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة بشكل مستقل، على الرغم من القيود الدولية، مما يضع البلاد كمعيار في مجال الطاقة في الشرق الأوسط.
مستقبل الطاقة المتجددة في إيران وهي واعدة بفضل ثرواتها الطبيعية الوفيرة والاستثمارات المتزايدة في هذا القطاع. ومن المتوقع أنه مع تقدم البلاد في اعتماد هذه التقنيات، يمكنها تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري وتنويع اقتصادها لمواجهة التحديات البيئية وتحديات الطاقة في القرن الحادي والعشرين.