El الوشق الايبيرية يُعرف بأنه أكثر القطط المهددة بالانقراض في العالم. وهو نوع مستوطن في شبه الجزيرة الأيبيرية، ومن هنا جاء اسمه. على مدى عقود، واجه الوشق تراجعًا متسارعًا أدى إلى تعرضه لخطر الانقراض، وفقًا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN). ومع ذلك، في العقود الأخيرة، أدت سلسلة من برامج الحفظ إلى عكس هذا الخطر جزئيًا. وعلى الرغم من أنها لا تزال من الأنواع المعرضة للخطر، إلا أن التقدم كان كبيرًا.
في هذه المقالة، سوف نستكشف الخصائص الرئيسية للوشق الأيبيري وسلوكه ومناطق التوزيع والتغذية والتكاثر. وسوف نتعمق أيضًا في التهديدات التي لا تزال تضايقها، فضلاً عن الجهود المبذولة للحفاظ عليها واستعادتها.
الملامح الرئيسية
الوشق الايبيري (الوشق باردينوس) يتميز بسمات جسدية مميزة مثل آذانه الكبيرة المثلثة التي تعلوها خصلات سوداء ولحية بارزة تنحدر من الذقن. فرائه كثيف وبني اللون مع وجود بقع داكنة موزعة بشكل غير منتظم، مما يوفر تمويهًا مثاليًا في البيئة التي يعيش فيها.
ويتراوح وزنها بين 13 و20 كيلوغرامًا، والذكور أكبر عمومًا من الإناث. جسمه مضغوط وعضلي، ويتميز بخفة الحركة وقدرته على القيام بقفزات طويلة ودقيقة، وهو أمر ضروري عند صيد الفريسة. الوشق الأيبيري له ذيل قصير مع طرف أسود، وهو ما يميزه أيضًا عن أنواع الوشق الأخرى.
حاسة السمع لدى الوشق هي أعظم حليف له في الصيد، حيث يستطيع اكتشاف أدنى حركة للفريسة من مسافة بعيدة. تعتبر الشوارب أيضًا حساسة للغاية، مما يسمح لها بالصيد حتى في الظلام أو في ظروف الرؤية المنخفضة.
نطاق وسلوك الوشق الأيبيرية
الوشق الأيبيري هو أحد الأنواع المتوطنة من شبه الجزيرة الأيبيرية، مما يعني أنها توجد حصريًا في هذه المنطقة. تاريخيًا، كانت تغطي جزءًا كبيرًا من إسبانيا والبرتغال، ولكن في العقود الأخيرة اقتصرت أعدادها على المناطق المحمية مثل متنزه دونيانا الطبيعي وسييرا دي أندوخار. حاليًا، وبفضل جهود الحفاظ عليها، بدأت في التوسع مرة أخرى إلى مناطق أخرى مثل سييرا مورينا ومونتس دي توليدو، وحتى جنوب البرتغال.
هذه القطط لديها سلوك إقليمي للغاية. يمكن لكل فرد ذكر أن يغطي مساحة تصل إلى 15 كيلومترًا مربعًا، بينما تشغل الإناث عادةً مساحات أصغر. يحدد الوشق منطقته بالبول والبراز، وهو منعزل للغاية، ولا يتفاعل إلا خلال موسم التزاوج.
ويعتمد الإقليم أيضًا على توفر الغذاء، وبما أن الأرنب هو فريسته الرئيسية، فعندما تندر الأرانب، يسافر الوشق لمسافات طويلة بحثًا عن الغذاء المناسب. وقد أدى ذلك إلى تعريضها لتهديدات مثل القتل على الطرق القريبة من موائلها.
يمكن أن يكون التفاعل بين الأفراد متضاربًا، خاصة إذا تنافس شابان على نفس المنطقة. ومن المثير للاهتمام أنه لوحظ أن الوشق يميل إلى تجنب المناطق التي يعبر فيها الطرق المزدحمة، لكن هذا ليس ممكنًا دائمًا، مما يجعل قتل الطريق أحد الأسباب الرئيسية للوفاة غير الطبيعية بين هذه الحيوانات.
تغذية وتكاثر الوشق الأيبيرية
الوشق الايبيري هو آكلة اللحوم متخصصة في الأرانبوالتي تشكل ما يصل إلى 90٪ من نظامهم الغذائي في بعض المناطق. كان هذا الاعتماد على الأرانب الأوروبية أحد الأسباب الرئيسية وراء تعرض الوشق لخطر شديد، حيث أدت أمراض مثل الورم المخاطي ومرض النزف الفيروسي إلى انخفاض كبير في أعداد الأرانب في شبه الجزيرة الأيبيرية.
ومع ذلك، عندما تكون الأرانب نادرة، يستطيع الوشق اصطياد أنواع أخرى، مثل القوارض والطيور والأرانب البرية والثدييات الصغيرة. على الرغم من أنها تستطيع اصطياد فرائس أكبر، مثل الغزلان الصغيرة، إلا أن هذا أمر نادر نظرًا لصغر حجمها نسبيًا مقارنة بالقطط الأخرى.
يحدث تكاثر الوشق الأيبيري في أوائل الربيع، عندما تبحث الإناث عن رفيقة. ومن الغريب أنهم هم الذين بدأوا الخطوبة. يستمر الحمل حوالي 70 يومًا، وعادة ما تولد الجراء بين شهري مارس وأبريل، في مواليد مكونة من اثنين إلى أربعة جراء.
تعتني الأمهات بصغارها في الكهوف أو الجحور حتى يبلغوا شهرين من العمر، وفي ذلك الوقت يبدأون في استكشاف محيطهم تحت عين أمهم الساهرة. على الرغم من أن الصغار يمكن أن يصبحوا مستقلين في عمر 10 أشهر، إلا أنهم عادةً ما يظلون بالقرب من أمهم حتى يبلغوا 20 شهرًا.
حفظ واستعادة الوشق الأيبيري
في العقود الأخيرة، تحسن وضع الوشق الأيبيري بشكل ملحوظ بفضل جهود الحفاظ عليه. منذ أن كان الوشق على شفا الانقراض، حيث كان عدده أقل من 100 فرد في عام 2002، كانت هناك زيادة مستمرة في عدده، ليصل اليوم إلى أكثر من 2000 فرد.
هذا الإنجاز هو نتيجة العديد من برامج الحفظ، وأبرزها برنامج LIFE-Lynx. قام هذا البرنامج بتمويل إعادة توطين الوشق الأيبيري في العديد من المناطق المحمية، وإكثاره في الأسر، والجهود المبذولة لتحسين أعداد الأرانب البرية، فرائسه الرئيسية.
ومع ذلك، لم يتم كسب المعركة. على الرغم من النجاحات الأخيرة، فإن الوشق الأيبيري لا يزال يواجه التهديداتمثل الأمراض التي تصيب الأرانب، والصيد الجائر، والقتل على الطرق، وتفتيت موطنها بسبب التحضر. لضمان بقاء الوشق على قيد الحياة على المدى الطويل، من الضروري الاستمرار في توسيع بيئته وتقليل المخاطر المرتبطة بالنشاط البشري.
على الرغم من أنه لم يعد ضمن فئة "المهددة بشدة بالانقراض"، إلا أن الوشق لا يزال مصنفًا على أنه "معرض للخطر" في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. الهدف هو الوصول إلى عدد سكان مستقر حول العالم 3500 وشقبالإضافة إلى ضمان التواصل الوراثي الجيد بين المجموعات السكانية المختلفة.
لقد تحول الوشق الأيبيري من كونه على شفا الانقراض إلى رمز للحفظ في أوروبا. ومن خلال التعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمواطنين، من المأمول أن يستمر الوشق في التعافي لتأمين حالة الحفظ في السنوات القادمة.