على الرغم من استمرار التنقيب عن النفط وكأن لا توجد مصادر بديلة للطاقة، مما قد يؤدي إلى فائض غير مسبوق في الإنتاج، فقد شهد هذا العام ظهور سبع شركات في قطاع الطاقة الكهروضوئية الصيني والتي تشكل الآن تحديًا كبيرًا لشركات النفط. وقد حققت هذه الشركات ذلك من خلال بيع الألواح الشمسية بخسارة للاستحواذ على حصة في السوق، مما جعل المجتمع العالمي يعتمد على التكنولوجيا الخاصة بها.
ونتيجة لذلك، تكتسب مصادر الطاقة المتجددة أهمية كبيرة. ويشير تقرير حديث إلى أن الطاقة المتجددة تفوقت على الوقود الأحفوري، تمثل حاليًا 30% من الكهرباء المتوفرة في الاتحاد الأوروبي.
الطاقات المتجددة في العالم
تعمل مصادر الطاقة المتجددة على جعل وجودها محسوسًا بشكل مطرد في جميع أنحاء أوروبا. وفقا للمحللين في مجموعة Ember. تم الوصول إلى هذا الإنجاز المهم في النصف الأول من عام 2024. ولأول مرة، تجاوز توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ما يتم إنتاجه من الوقود الأحفوري داخل الاتحاد الأوروبي. وعلى وجه الخصوص، شكلت هذه المصادر المتجددة 30% من إجمالي الكهرباء الموردة في الاتحاد.
ويشير التحليل إلى أن 13 دولة عضو تنتج حاليا كمية أكبر من الكهرباء من هذين المصدرين، وأن ألمانيا وبلجيكا والمجر وهولندا حققت هذا الإنجاز للمرة الأولى. في إسبانيا، الإحصائيات مثيرة للقلق: خلال شهر مايو، وتمثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح 50% من توليد الكهرباء. وترافق هذه الحقيقة غير المسبوقة بولندا التي وصلت أيضًا إلى مستويات قياسية.
وقد شهد استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ارتفاعا كبيرا على مدى العقد الماضي، مما يدل على مسار تصاعدي لا هوادة فيه تقريبا، في حين وصلت الطاقة المستمدة من الوقود الأحفوري إلى ذروة جديدة في عام 2017 قبل أن تعاني من انخفاض كبير.
استخدام الطاقة المتجددة
خلال النصف الأول من العام الجاري ويمثل الوقود الأحفوري 27% من توليد الكهرباء داخل الاتحاد الأوروبيوهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 17% مقارنة بالفترة السابقة. ويشير المحللون إلى أن هذا الانخفاض في استخدام الوقود الأحفوري حدث على الرغم من ارتفاع الطلب على الطاقة خلال جائحة كوفيد-19 وأزمة أسعار الغاز في السنوات الأخيرة. كما حدث انتعاش في هذه الفترة، على الرغم من أن الرسم البياني يوضح الركود في مصادر الطاقة المتجددة.
وبين النصف الأول من عام 2023 والنصف الأول من عام 2024، شهد الفحم انخفاضا بنسبة 24%، بينما شهد الغاز انخفاضا بنسبة 14%. ووفقا لكريس روسلو، المحلل في شركة إمبر، "إننا نشهد تغيرا تاريخيا في قطاع الطاقة، وهو يحدث بسرعة". علاوة على ذلك، يشير إلى أنه “مع صعود طاقة الرياح والطاقة الشمسية، فإن دور الطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري آخذ في التراجع. ويشير هذا الوضع إلى تحول طويل الأمد، لكنه أصبح واضحا بشكل متزايد بعد إجراءات غير مسبوقة، مثل القدرة المركبة للألواح الكهروضوئية في عام 2023 والأشهر الأولى من عام 2024.
علاوة على ذلك، يعد هذا التغيير جزءًا من استراتيجية تعاونية لا تهدف فقط إلى تقليل الانبعاثات عن طريق تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ولكن أيضًا إلى معالجة الجهود التي تبذلها العديد من الدول الأعضاء لتقليل اعتمادها على واردات الغاز، ولا سيما في ضوء الصراع المستمر في أوكرانيا. مع روسيا.
وبينما ننتظر البيانات الكاملة بحلول عام 2024، يبقى أن نرى ما إذا كانت هيمنة الطاقة المتجددة سوف ترسخ بقوة. ومن المهم أن ندرك أن هذا الاتجاه لا يقتصر على أوروبا فقط. وتجسد الولايات المتحدة هذا التحول في مجال الطاقةحيث تشهد ولاية كاليفورنيا إنتاجًا زائدًا من الطاقة الشمسية، وتقوم ولاية تكساس، التي كانت تعتمد تاريخيًا على النفط، باستثمارات كبيرة في المنشآت الكهروضوئية. وتلعب الصين دوراً حاسماً في ثورة الطاقة هذه، مع مستويات إنتاج عالية إلى الحد الذي يجعلها تواجه تحديات في إدارة النفايات الناتجة عن تحديث تكنولوجيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
انتقال الطاقة
ويمثل هذا التحول إنجازا كبيرا في تحول الطاقة في المنطقة. ويتماشى الانخفاض في استهلاك الوقود الأحفوري مع انتعاش متواضع في الطلب على الكهرباء، والذي زاد بنسبة 0,7% في أعقاب جائحة كوفيد-19 وأزمة أسعار الغاز. ومع ذلك، فإن التوسع في مصادر الطاقة المتجددة، وخاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لم يعوض هذه الزيادة في الطلب فحسب، بل تجاوز أيضًا مصادر الطاقة التقليدية بشكل كبير.
ولوحظ انخفاض كبير في استهلاك الفحم، وانخفض استخدام الغاز الطبيعي بنسبة 24%. وتسلط هذه النتائج الضوء على تحول جوهري، حيث تفضل سياسات الطاقة الأوروبية على نحو متزايد تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وزيادة التكامل بين مصادر الطاقة النظيفة.
ويؤكد التقرير أن الزيادة في توليد الكهرباء من مصادر الرياح والطاقة الشمسية ليست مجرد ظاهرة موسمية. وفي حين لعب تحسن الظروف الجوية وزيادة إنتاج الطاقة الكهرومائية دورا، كان المحرك الرئيسي هو التوسع المستمر في قدرات الطاقة المتجددة المركبة.
لقد ميزت إسبانيا نفسها كواحدة من الدول الرائدة في تنفيذ مصادر الطاقة المتجددة. في مايو 2024، فقد تم توليد أكثر من 50% من الكهرباء في البلاد من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وهو إنجاز بارز يشهد على فعالية سياسات الطاقة في البلاد.
ويعزز هذا التحول المهم دور الاتحاد الأوروبي كقائد عالمي في مكافحة تغير المناخ، مما يدل على أن التحول نحو نظام يعتمد على الطاقة المتجددة ليس ممكنا فحسب، بل هو مفيد وفعال أيضا من الناحية الاقتصادية.
هناك حلول برمجية مصممة لمساعدة الشركات على تتبع أهدافها المتعلقة بإزالة الكربون، وتحسين استراتيجيات تنويع الطاقة، وتقييم أدائها المستدام، وتقليل تأثيرها البيئي، وإدارة المخاطر التشغيلية والأمنية بشكل فعال.
آمل أن تتمكن من خلال هذه المعلومات من معرفة المزيد حول كيفية تفوق الطاقة المتجددة على الوقود الأحفوري في أوروبا.