التأثير المدمر للصيد بشباك الجر على النظم البيئية البحرية

  • ويدمر الصيد بشباك الجر الموائل البحرية، مثل الشعاب المرجانية ومروج بوسيدونيا، الضرورية للتنوع البيولوجي.
  • فهي تنبعث منها كميات من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما ينبعث منها الطيران، مما يؤدي إلى تفاقم تغير المناخ.
  • وفي المناطق المحمية، لا يزال يحدث بشكل غير قانوني، مما يؤثر على الأنواع المعرضة للخطر.

سفينة صيد

الدمار الذي سببه الصيد بشباك الجر إنه يؤثر بشكل خطير على النظم البيئية البحرية. ولهذه الطريقة عواقب وخيمة على البيئة، بما في ذلك انخفاض التنوع البيولوجي، حيث يتم صيد الأنواع غير المرغوب فيها والتخلص منها، وغالبًا ما تكون ميتة أو مصابة. مشكلة خطيرة بشكل خاص في المناطق المحمية، مثل تلك الموجودة في إسبانيا، حيث لا يتم احترام اللوائح في كثير من الأحيان.

ما هو الصيد بشباك الجر؟

الصيد بشباك الجر والخطر على التنوع البيولوجي البحري

La الصيد بشباك الجر وهي طريقة صيد تستخدم على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم، وتتميز باستخدام الشباك التي يتم سحبها في قاع البحر. يتم تنفيذ هذا النظام بشكل رئيسي بواسطة السفن الكبيرة المعروفة باسم سفن الصيد، والتي تنشر الشباك عبر قاع البحر بهدف صيد الأنواع التجارية. هذه الشباك، التي يمكن أن تصل إلى أبعاد هائلة، تجتاح قاع البحر بشكل عشوائي، وتلتقط كل شيء في طريقها، من الأسماك إلى الكائنات غير المرغوب فيها مثل المرجان والقشريات.

على الرغم من فعاليتها في صيد كميات كبيرة من الأسماك، إلا أن الصيد بشباك الجر يلحق ضررًا بالغًا بالنظم البيئية. ويكون التأثير مدمرًا بشكل خاص في العمق، حيث يستغرق الأمر عقودًا أو حتى قرونًا حتى تتعافى الكائنات الحية المتضررة. كما يتم محاصرة أعداد كبيرة من الأنواع غير التجارية، والمعروفة باسم عرضيوهي مشكلة تم توثيقها في العديد من الدراسات العلمية.

لا تؤثر هذه التقنية على الأنواع ذات الأهمية التجارية فحسب، بل تدمر أيضًا موطن العديد من الكائنات البحرية الأخرى. ومن بين أكثر المناطق تضررا الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية، التي تعتبر ضرورية لاستقرار النظام البيئي البحري.

عواقب الصيد بشباك الجر

الصيد بشباك الجر

إن تأثير الصيد بشباك الجر على النظم البيئية واسع النطاق ومدمر. وفيما يلي نعرض بالتفصيل بعضًا من أهم التأثيرات:

  • الأضرار التي لحقت بقاع البحر: تُدمر شباك الصيد الثقيلة، التي يتم سحبها عبر قاع البحر، الموائل الطبيعية. وهذه الأضرار تشبه التصحر على الأرض، حيث أن الصيد بشباك الجر يزيل الرواسب ويدمر الموائل الأساسية مثل الشعاب المرجانية ومروج بوسيدونيا (نبات يقتصر على البحر الأبيض المتوسط).
  • المصيد العرضي: تشير هذه المشكلة إلى اصطياد الأنواع غير المستهدفة، والتي غالبًا ما تشمل الحيوانات المهددة بالانقراض مثل أسماك القرش والشفنينيات والسلاحف البحرية. 92% من مخلفات الصيد في الاتحاد الأوروبي تُعزى إلى الصيد بشباك الجر.
  • التأثير على أعداد الأسماك: ولا يميز الصيد بالشباك بين الأسماك الصغيرة والبالغة، مما يؤثر بشكل خطير على قدرة الأنواع على التكاثر. وتؤدي هذه الممارسة إلى زيادة خطر الاستغلال المفرط لأنواع مثل سمك النازلي أو سمك الراهب، والتي تظهر بالفعل انخفاضات مثيرة للقلق في أعدادها.
  • تدمير الموائل: وبالإضافة إلى اصطياد الأنواع، فإن الصيد بشباك الجر يدمر الموائل الضرورية للحياة البحرية. تؤدي إزالة قاع البحر إلى إطلاق رواسب غنية بالكربون ترسبت لعدة قرون، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة تغير المناخ.

الصيد بشباك الجر في المناطق المحمية

ومن الظواهر المثيرة للقلق ممارسة الصيد بشباك الجر المناطق البحرية المحمية. وفقًا لبيانات عام 2022، في إسبانيا، قامت 75% من سفن الصيد المخصصة لهذه التقنية بالصيد في مناطق محمية قانونًا. وهذا لا ينتهك قوانين حماية التنوع البيولوجي فحسب، بل يؤثر بشكل مباشر على فعالية هذه المناطق كملاجئ للحيوانات البحرية. ويؤدي تراكم القمامة البحرية وغياب المراقبة في العديد من المناطق إلى تفاقم المشكلة.

إن سفن الصيد التي تعمل داخل المناطق المحمية لا تهدد الأنواع المعرضة للخطر فحسب، بل تتعارض أيضًا مع جهود الحفظ الأوسع. وفي حالة إسبانيا على وجه التحديد، تم تسجيل أكثر من 178.000 ساعة من الصيد في المناطق المحمية، وهو أمر مثير للقلق نظراً للحالة الحرجة للنظم البيئية البحرية في هذه المناطق. ومن الضروري تطبيق تدابير حماية أكثر صرامة ومعاقبة الصيد غير القانوني في هذه المناطق بشدة. إن الأنظمة الحالية، التي غالباً ما تتم إدارتها بشكل غير فعال، ليست كافية لوقف هذا النوع من النشاط.

التأثير المناخي للصيد بشباك الجر

التنوع البيولوجي البحري

لا يؤثر الصيد بشباك الجر على التنوع البيولوجي فحسب، بل له تأثير أيضًا تأثير كبير على تغير المناخ. تعتبر الرواسب البحرية رواسب كربونية مهمة، والتي عند إزالتها وإطلاقها بواسطة شباك الجر، تساهم في إطلاق ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي. تشير التقديرات إلى أن الصيد بشباك الجر يطلق ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تطلقه صناعة الطيران. وتؤدي هذه الظاهرة إلى تفاقم أزمة تغير المناخ، لأن المحيطات تشكل عنصرا حاسما في احتجاز الكربون في الغلاف الجوي.

إن تدمير الرواسب والموائل التي تعمل بمثابة "بالوعات للكربون" يعطل هذه الدورة الطبيعية ويساهم في تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. في الواقع، أشارت دراسة أجريت عام 2 إلى أن الصيد بشباك الجر يمكن أن يطلق ما يصل إلى 2024 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. وهذا الرقم مثير للقلق، لأنه يعني أن الصيد بشباك الجر لا يساهم في تدمير النظم البيئية البحرية فحسب، بل ويساهم أيضاً في تسريع وتيرة الانحباس الحراري العالمي.

بدائل للصيد بشباك الجر

ومع تزايد المعرفة حول الآثار الضارة للصيد بشباك الجر، يدعو الباحثون والمنظمات البيئية إلى أساليب صيد أكثر استدامة. وتشمل هذه:

  • الصيد الحرفي: وهذا النوع من الصيد، الذي يستخدم الأساليب التقليدية، أقل ضرراً بكثير على البيئة وله تأثير أقل على التنوع البيولوجي البحري.
  • الصيد بالخيوط الطويلة: وعلى عكس شبكات الجر، فإن الخيوط الطويلة تجعل من الممكن اختيار الأنواع التي يتم اصطيادها وتجنب الصيد العرضي للأنواع غير المرغوب فيها.
  • تربية الأحياء المائية المستدامة: تتضمن هذه التقنية، أحد أكثر الخيارات الواعدة، تربية الأسماك في بيئات خاضعة للرقابة لتقليل الضغط على التجمعات البرية.

يتفق المجتمع العلمي والمنظمات البيئية على أن التحول نحو ممارسات صيد أكثر استدامة أمر حيوي للحفاظ على توازن المحيطات. علاوة على ذلك، من الضروري أن تتدخل الحكومات لتنفيذ سياسات فعالة لحماية البيئة داخل مياهها الإقليمية.

اللوائح والجهود الدولية

الصيد بشباك الجر وأثره على التنوع البيولوجي البحري

وقد بدأ الاتحاد الأوروبي ومختلف المنظمات الدولية في فرض قيود على الصيد بشباك الجر. وفي عام 2022، أعلن الاتحاد الأوروبي عن نيته حظر هذا النوع من الصيد في 87 منطقة بحرية في المحيط الأطلسي قبل عام 2030. بالإضافة إلى ذلك، في عام 2023، نظمت إسبانيا عدد الأيام التي يمكن لأسطول شباك الجر صيد الأسماك فيها، وتأمل أن يؤدي ذلك إلى تقليل التأثير البيئي أنشطتهم. ومع ذلك، فقد واجه تنفيذ هذه اللوائح معارضة قوية من صناعة صيد الأسماك، التي تقول إن الصيد بشباك الجر يمثل ما يصل إلى 40% من حجم مبيعات هذا القطاع في أوروبا.

ونظراً لهذا الواقع، فمن الضروري إيجاد توازن بين الاستدامة البيئية والاحتياجات الاقتصادية لقطاع صيد الأسماك. ويلزم بذل المزيد من الجهود لتثقيف المستهلكين بشأن اختيار الأسماك المنتجة باستخدام تقنيات مستدامة وخلق حوافز أكبر لدفع التحول إلى تقنيات أقل تدميرا. إن أي جهد يبذل لحماية البيئة البحرية لابد وأن يتضمن ليس فقط فرض حظر على الصيد بشباك الجر في المناطق المحمية، بل وأيضاً السياسات التي تعمل على تشجيع تربية الأحياء المائية المسؤولة والصيد الحرفي كبدائل صالحة لإمدادات الأسماك. يعد الصيد بشباك الجر أحد التهديدات الرئيسية للتنوع البيولوجي البحري.

وعلى الرغم من كونها وسيلة فعالة للحصول على كميات كبيرة من الأسماك، إلا أن تأثيرها على النظم البيئية البحرية والمناخ مدمر. ولن نتمكن من تجنب المستقبل الذي تصبح فيه محيطاتنا مناطق صحراوية خالية من الحياة البحرية إلا من خلال الأنظمة والتحول نحو ممارسات أكثر استدامة.


اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *

*

*

  1. المسؤول عن البيانات: ميغيل أنخيل جاتون
  2. الغرض من البيانات: التحكم في الرسائل الاقتحامية ، وإدارة التعليقات.
  3. الشرعية: موافقتك
  4. توصيل البيانات: لن يتم إرسال البيانات إلى أطراف ثالثة إلا بموجب التزام قانوني.
  5. تخزين البيانات: قاعدة البيانات التي تستضيفها شركة Occentus Networks (الاتحاد الأوروبي)
  6. الحقوق: يمكنك في أي وقت تقييد معلوماتك واستعادتها وحذفها.