تغير المناخ وتحول الجنس في السحالي

  • يغير تغير المناخ جنس السحالي وأنواع الزواحف الأخرى.
  • تعمل درجات الحرارة القصوى على تنشيط إنتاج الهرمونات، مما يغير جنس الأجنة.
  • وهذه الظاهرة تعرض التنوع البيولوجي للخطر بسبب التغير في النسب بين الجنسين.
تغير المناخ في السحالي

لأول مرة ، تم إثبات ذلك تغير المناخ قادر على تعديل جنس بعض الأنواع السحالي في البرية. يمكن لهذه الزواحف الذكور أن تتحول إلى إناث خصبة قادرة على التكاثر، الأمر الذي يمكن أن يكون له آثار عميقة على التنوع البيولوجي وبقاء الأنواع في بيئة تزداد دفئا.

تأثير تغير المناخ على جنس السحالي

الزيادة في درجات الحرارة الناجمة عن تغير المناخ يؤثر بشكل مباشر على تحديد الجنس في بعض أنواع الزواحف، مثل سحالي التنين الملتحي الأسترالية. وقد أظهرت إحدى أهم الدراسات التي أجراها فريق من جامعة كانبيرا ذلك السحالي الذكور وراثيا يمكن أن تتحول إلى إناث عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة.

وقد لوحظت هذه العملية في البداية في مختبرعندما تم تحضين بيض السحلية في درجات حرارة شديدة. تم اكتشاف ذلك الذكور XY وراثيا يمكنهم تطوير الخصائص التشريحية للإناث. ومع ذلك، كانت النتيجة أكثر إثارة للدهشة عندما تم تأكيدها في الدراسات الميدانية، والتي تبين أن هذا التغيير يحدث بشكل طبيعي في طبيعة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.

وبالتالي، لم يعد جنس السحالي يتحدد حصريًا عن طريق الوراثة، ولكن أيضًا عن طريق الظروف البيئية، مثل درجة الحرارة. ويكشف هذا الاكتشاف ضعف الأنواع الذي يعتمد جنسه على درجة حرارة الحضانة في مواجهة تغير المناخ.

الأهمية العلمية لهذا الاكتشاف

اجارتو

ومن منظور علمي، أثار هذا الاكتشاف أسئلة حاسمة حول الأنواع الأخرى من الكائنات الحية الزواحف والحيوانات الجنسية. تشير قدرة السحالي على تغيير جنسها استجابة لدرجات الحرارة القصوى إلى وجود آلية تطورية ذات آثار عميقة ثبات الأنواع. يمكن أن تكون هذه الأنواع من التكيفات التطورية استجابة للتغيرات المتسارعة في المناخ، ولكنها قد تمثل أيضًا نقطة ضعف إذا استمرت الظروف في التدهور.

ولتأكيد هذه التغييرات، أخذ العلماء عينات وراثية وتشريحية من 131 سحلية تم صيدها في البرية، ووجدوا أن التغيرات في الجنس لا تعتمد فقط على الكروموسومات، ولكن أيضًا على التعرض البيئي في درجات حرارة عالية. أكدت هذه الدراسات الجزيئية أن العديد من "الذكور العائدين" كانوا ذكورًا وراثيًا ولكنهم إناث من الناحية التشريحية.

هذه الآلية المعروفة باسم التحديد الجنسي المعتمد على درجة الحرارة (TSD) لوحظ أيضًا في أنواع أخرى مثل السلاحف والتماسيح. في هذه الأنواع، تحدد درجة الحرارة التي يتم فيها احتضان البيض ما إذا كان الأفراد ذكرًا أم أنثى.

التأثير على التنوع البيولوجي العالمي

ومن أكبر المخاوف بين العلماء أنه إذا تسارعت هذه الظاهرة، فقد يحدث ذلك تغيير جذري في نسبة الجنس في العديد من الأنواع، مما يؤثر على قدرتها على التكاثر بشكل مستدام. في بعض المجموعات السكانية التي يتحول فيها الذكور إلى إناث، يمكن أن يتعرض التكاثر للخطر الشديد، مما يؤدي إلى انخفاض عدد السكان.

والحالة الرمزية هي حالة السلاحف البحرية وفي أستراليا، حيث لوحظ، بسبب ارتفاع درجات حرارة الشاطئ، أن ما يصل إلى 99٪ من الأطفال يولدون إناثًا. إذا استمر هذا الاتجاه، فقد تواجه بعض الأنواع خطر الانقراض إذا لم يتم تخفيف آثار تغير المناخ في مناطق حضانة البيض الرئيسية.

لماذا تحدث هذه الظاهرة؟

يرجع التغير الجنسي في هذه الزواحف إلى فترة حساسة لدرجة الحرارة تؤدي خلالها مستويات الحرارة المرتفعة إلى إنتاج إنزيم يسمى أروماتاس. يقوم هذا الإنزيم بتحويل هرمون التستوستيرون إلى هرمون الاستروجين، مما يؤدي إلى تطور الأجنة الذكور إلى إناث. هذه العملية لا رجعة فيها وتحدث خلال المراحل الأخيرة من التطور الجنيني.

وقد تم تأكيد هذه الظاهرة من خلال الأبحاث التي توضح بالتفصيل كيفية حدوث ذلك البروتينات الحساسة للحرارة يلعبون دورًا رئيسيًا في تنشيط الأروماتيز. يؤثر إنتاج هرمون الاستروجين هذا بشكل مباشر على تطور الأعضاء التناسلية للجنين، مما يؤدي إلى تعديل جنسه على الرغم من شيفرته الوراثية.

العواقب التطورية والطويلة الأجل

ولا ينبغي الاستهانة بالعواقب طويلة المدى. يثير التغير السريع في تحديد الجنس بسبب ارتفاع درجات الحرارة تساؤلات حول قدرة الأنواع على ذلك التكيف مع البيئة المناخية المتغيرة بسرعة. وإذا استمرت وتيرة الاحتباس الحراري في تجاوز القدرة التكيفية لهذه الأنواع، فإنها يمكن أن تخضع لضغوط انتقائية قوية.

ويتكهن بعض العلماء بأن بعض الأنواع يمكن أن تطور آليات وراثية تقلل من تأثير درجة الحرارة على تحديد الجنس. ومع ذلك، فإن هذه العملية التطورية غير مؤكدة، والسرعة التي يجب أن تحدث بها قد لا تكون كافية لإنقاذ العديد من الأنواع.

تغير المناخ الزواحف

بالإضافة إلى ذلك، يدفع تغير المناخ بعض الأنواع إلى تعديل أنماط سلوكها الإنجابي. على سبيل المثال، في بعض الأماكن حول العالم، بدأت السلاحف بوضع بيضها في المناطق الأكثر برودة، كاستجابة تكيفية لموازنة نسبة الجنس في نسلها.

ومع ذلك، لا يمكن لجميع الأنواع التكيف مع هذا التغيير. على سبيل المثال، تواتارا في نيوزيلندا، وهي من أنواع الزواحف القديمة، تتعرض لخطر شديد بسبب ارتفاع درجات الحرارة. في هذا النوع، إذا تم تحضين البيض في درجات حرارة أعلى من 21,5 درجة مئوية، فإن جميع النسل يولد ذكورًا، مما قد يؤدي إلى انقراض هذا النوع.

وأخيرا، يؤكد هذا الوضع على أهمية التخفيف من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري للحفاظ على التنوع البيولوجي. الأنواع التي تعتمد على TSD معرضة لخطر خاص إذا استمرت انبعاثات غازات الدفيئة في الزيادة.

السحالي تغير المناخ والجنس

ومن الأهمية بمكان زيادة الجهود الرامية إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وحماية الموائل الحيوية لتكاثر هذه الأنواع وغيرها. بدءًا من خفض الانبعاثات وحتى الحفاظ على الموائل الطبيعية، يمكن أن يكون لكل إجراء تأثير كبير على البيئة الحفاظ على التنوع البيولوجي.


اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *

*

*

  1. المسؤول عن البيانات: ميغيل أنخيل جاتون
  2. الغرض من البيانات: التحكم في الرسائل الاقتحامية ، وإدارة التعليقات.
  3. الشرعية: موافقتك
  4. توصيل البيانات: لن يتم إرسال البيانات إلى أطراف ثالثة إلا بموجب التزام قانوني.
  5. تخزين البيانات: قاعدة البيانات التي تستضيفها شركة Occentus Networks (الاتحاد الأوروبي)
  6. الحقوق: يمكنك في أي وقت تقييد معلوماتك واستعادتها وحذفها.