الميثان لقد أصبح أحد المواضيع المركزية عند الحديث عن تغير المناخ والغازات المسببة للاحتباس الحراري. قدرتها على حبس الحرارة هو أكثر من أعلى بـ 25 مرة من ثاني أكسيد الكربونمما يضع هذا الغاز في صميم النقاش والبحث العلمي والسياسات الدولية. وقد كشفت الاكتشافات الحديثة عن مصادر جديدة للانبعاثات، بالإضافة إلى طرق واعدة للحد من وجودها في الغلاف الجوي، مما يُقدم بعض الحلول الممكنة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وقد جذبت بعض المناطق، مثل القطب الشمالي، انتباه المجتمع العلمي بسبب يلعبون دورًا مهمًا بشكل غير متوقع في دورة الميثانلكن مكافحة انبعاثاته تتراوح بين الاتفاقيات الدولية والاستراتيجيات التكنولوجية، وصولًا إلى مفاجآت مثل قدرة الأشجار على امتصاصه طبيعيًا. نستعرض أدناه النتائج والمبادرات الرائدة في التخفيف من انبعاثات هذا الغاز الدفيء القوي.
البحيرات القطبية الشمالية ودورها في إطلاق غاز الميثان

عمل حديث بقيادة ماري بولينوفا وقد ركز فريق دولي على بحيرات القطب الشمالي و مساهمة غير متوقعة في انبعاثات غاز الميثان العالميةالدراسة التي أجريت في عشر بحيرات تقع في سفالبارد والدول الاسكندنافية شبه القطبية، يشير إلى أن أ مناخ دافئ ورطب بشكل متزايد هو زيادة الإنتاجية البيولوجية من بين هذه النظم البيئية: هناك المزيد من الطحالب والنباتات المائية والمواد العضوية التي عندما تتحلل في الرواسب الضحلة، تؤدي إلى تكوين غاز الميثان.
وجد الباحثون أن معظم الغاز تنشأ في أول 10 سنتيمترات من الرواسبحيث تكون الظروف مثالية للنشاط الميكروبي. باستخدام نماذج التعلم الآليوقد حدد الفريق أن درجة الحرارة, هطول الأمطار و كمية المادة العضوية هي عوامل رئيسية في توليد وإطلاق غاز الميثان من البحيرات إلى الغلاف الجوي. بمقارنة هذه النتائج ببيانات من أكثر من ستين بحيرة في مناطق أخرى، أكدوا أنه على الرغم من أن كل بحيرة في القطب الشمالي تنبعث منها غازات ميثان أقل من البحيرات الاستوائية، وفرة كبيرة من البحيرات في الشمال يلعب دوره في التوازن المناخي العالمي هام.
ابتكارات للحد من انبعاثات غاز الميثان في تربية الماشية
ويقوم قطاع الثروة الحيوانية، وخاصة قطاع الخنازير، أيضًا بتجربة حلول لتقليل انبعاثات غاز الميثان من تخزين الملاطوقد وضعت دراسة أجريت في فرنسا ما يسمى انخفاض درجة حرارة الجسم، والتي تتكون من أنظمة الأنابيب لـ تبريد الملاط التي تبقى مخزنة تحت المزارع. بخفض درجة الحرارة، يقلل النشاط من البكتيريا المنتجة للميثان وبالتالي يتم تقليل الانبعاثات أيضًا.
وكانت النتائج مشجعة: ففي ظل الظروف التجريبية، تقليل غاز الميثان وصلت إلى 59٪ مع أنظمة التبريد المثبتة في أسفل الحفر و 38٪ مع أنظمة سطحية. علاوة على ذلك، لم تُحدث هذه الطريقة أي آثار سلبية على نمو الحيوانات أو إنتاجيتها، وتسمح باستعادة بعض الطاقة الحرارية المُولّدة. مع ذلك، في ظروف الزراعة الواقعية، تنخفض الكفاءة، ويعود ذلك أساسًا إلى انخفاض طاقة الأنظمة المُركّبة.
الالتزامات الدولية والطريق نحو إزالة الكربون
وعلى المستوى العالمي، دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي عززت الدول مؤخرًا التزامها بمعالجة انبعاثات الميثان، كما تجلى في القمة الإقليمية الثانية للميثان التي عُقدت في ليما. وفي الاجتماع، أكد ممثلون بارزون على ضرورة تنسيق اللوائح والتمويل والابتكار التكنولوجي والتعاون الدولي لمعالجة المشكلة. وتم التركيز بشكل خاص على إمكانية biomethane كبديل للتحرك نحو إزالة الكربون من قطاع الطاقة في المنطقة.
خلال القمة، نوقشت آليات تمويل إجراءات التخفيف واستراتيجيات مواءمة السياسات الوطنية مع أفضل الممارسات العالمية. وإدراكًا لتأثير الميثان —طن واحد يعادل ثمانية عشر طنًا من ثاني أكسيد الكربون في ظاهرة الاحتباس الحراري—، سلط القادة السياسيون والتقنيون الضوء على أهمية تسريع التحول في مجال الطاقة نحو مصادر الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
الدور غير المتوقع للأشجار في امتصاص غاز الميثان
بالإضافة إلى خفض الانبعاثات، اكتشف البحث العلمي أيضًا آليات طبيعية قادرة على التقاط الميثان مباشرة من الغلاف الجويتوصلت مجموعة دولية من العلماء إلى أن الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في لحاء الأشجار يمكنه امتصاص الغاز على نطاق واسع. وقد لوحظت هذه الظاهرة في الغابات الاستوائية والمعتدلة والشمالية في أجزاء مختلفة من العالم، ويبدو مكثفًا بشكل خاص في المناطق الدافئة والرطبة مثل الأمازون.
حتى الآن، كان يُعتقد أن التربة هي المصدر الأرضي الوحيد المهم لغاز الميثان، لكن هذا الدليل الجديد يشير إلى أن الأشجار تُسهم أيضًا بشكل كبير. ووفقًا للمؤلفين، امتصاص الميثان بواسطة لحاء الشجر قد يعني بين 25 و 50 مليون طن سنويا، الانسحابات من الدورة الجوية، والتي من شأنها أن تشكل فائدة إضافية للمناخ.
التحدي الأكبر هو أنه على الرغم من آليات الامتصاص هذه، ازدادت تركيزات الميثان في الغلاف الجوي بسرعة في العقود الأخيرة، مما ساهم في حوالي ثلث الاحتباس الحراري العالمي منذ عصر ما قبل الصناعة. لذلك، يُصرّ العلماء وصانعو السياسات على الحاجة المُلِحّة لتطبيق تدابير تسمح التخفيف بسرعة وفعالية من انبعاثات هذا الغاز.
تُظهر كل هذه الأبحاث والإجراءات أن تحدي الميثان مُعقّد ويتطلب نهجًا متعدد التخصصات. بدءًا من تحسين إدارة الزراعة والثروة الحيوانية، مرورًا بتسخير الأحواض الطبيعية، ووصولًا إلى التعاون الدولي وتطوير تقنيات جديدة، تظل مكافحة هذا الغاز القوي أولويةً في أجندة المناخ العالمية.