يعد التنوع البيولوجي في إسبانيا واحدًا من أغنى التنوع البيولوجي في أوروبا، ولكنه أيضًا من أكثر التنوعات ضعفًا. ويعيش في شبه الجزيرة الأيبيرية أكثر من ألف نوع من الكائنات المهددة بالانقراض، ويرجع ذلك في الغالب إلى النشاط البشري. تتأثر كل من الثدييات والبرمائيات والطيور والزواحف بتدمير بيئتها، والصيد الجائر، والتلوث، وعوامل أخرى تعرض بقاءها للخطر.
في هذه المقالة سوف نذكر ما هي أهمها الحيوانات المهددة بالانقراض في إسبانياوما هي خصائصه، وما هو وضعه الحالي.
الحيوانات المهددة بالانقراض في إسبانيا
الوشق الايبيري (الوشق باردينوس)
يعد الوشق الأيبيري بلا شك أحد أشهر الحيوانات المهددة بالانقراض في إسبانيا. وهو أكثر القطط المهددة بالانقراض في العالم بسبب فقدان موطنه وتراجع فرائسه الرئيسية، الأرنب. وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لم يتبق سوى 2000 عينة بالكاد، ولكن بفضل برامج الحفظ، ارتفع العدد إلى أكثر من 100 في عام 1.600.
يعيش فقط في بعض مناطق الأندلس وكاستيلا لا مانشا وإكستريمادورا. ومع ذلك، لا يزال بقاءه في خطر بسبب القتل على الطرق وفقدان الموائل الناجمة عن التنمية الحضرية.
- تدمير الموائل
- انخفاض في الفرائس (الأرانب بشكل رئيسي)
- حوادث الطرق
سلحفاة مورا (Graeca testudo)
تتواجد السلحفاة المغاربية في إسبانيا في أجزاء صغيرة من موطنها، خاصة في منطقة دونيانا ومورسيا ومايوركا. في الماضي، كان عدد سكانها أكبر، لكن الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية والصيد غير القانوني أدى إلى انخفاض أعدادها إلى أقل من 200 فرد.
تعيش هذه السلحفاة في بيئات قاحلة وجافة، لكن أكبر تهديد لها هو تدمير بيئتها الطبيعية بسبب الزراعة المكثفة والتنمية الحضرية.
- أسر غير قانوني
- المنافسة من الأنواع الغازية
سلحفاة البحر الأبيض المتوسط (تستودو هيرماني)
سلحفاة البحر الأبيض المتوسط هي نوع آخر من أنواع الزواحف المعرضة لخطر الانقراض الشديد في إسبانيا. على الرغم من أن وضعه في أجزاء أخرى من العالم ليس خطيرًا جدًا، إلا أنه لا يعيش في الأراضي الإسبانية إلا في مجموعات صغيرة معزولة في كاتالونيا وجزر البليار. وفي عام 2017، بُذلت جهود إعادة التعداد، وتم إطلاق أكثر من 300 سلحفاة في بارك ديل غراف، في كاتالونيا.
وتتمثل التهديدات الرئيسية لها في الحرائق، واستخدام المبيدات الحشرية، والفخاخ غير القانونية، مما يؤثر بشكل خطير على التجمعات البرية.
- أسر غير قانوني
- المبيدات الحشرية ومبيدات الآفات
- حرائق الغابات
اللقلق الأسود (ciconia nigra)
يعد اللقلق الأسود من أكثر الطيور المهددة بالانقراض في إسبانيا، إذ يبلغ عدده 330 عينة فقط. وقد انخفض عدد سكانها بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب الضغط الحضري وتحول الأراضي الرطبة الطبيعية إلى مناطق زراعية أو صناعية.
ورغم أنها ليست في خطر على مستوى العالم، إلا أنها في إسبانيا في تراجع واضح وهناك مخاوف من اختفائها في جزء من الإقليم. موطنها الرئيسي هو الأراضي الرطبة ومناطق الغابات.
- تجزئة الموائل
- تلوث الأراضي الرطبة
- فقدان الموارد المائية
الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض في إسبانيا
الذئب الايبيري (داء الكلب الذئبة)
أحد الأنواع الأكثر شهرة والأكثر إثارة للجدل داخل الحيوانات الإسبانية هو الذئب الأيبيري. وعلى الرغم من محاولات التعافي، يوجد حاليًا حوالي 2.000 فرد موزعين بشكل رئيسي في شمال غرب إسبانيا. ولا يزال هذا الرقم أقل بكثير مما قد يكون ضروريًا لضمان بقاء سكانها على قيد الحياة.
إنه حيوان يواجه العديد من التهديدات، بما في ذلك الصيد الخاضع للرقابة، والذي يظل قانونيًا، والقتل على الطرق، والتعارض مع أنشطة الماشية. هناك اختلافات مهمة في الرأي بين أولئك الذين يدافعون عن حمايته وأولئك الذين يرون أن الذئب يمثل تهديدًا لتربية الماشية.
- الصيد القانوني
- الإساءات
- الصراعات مع أصحاب المزارع
الدب البني الأوروبي (أورسوس أركتوس أركتوس)
يعد الدب البني الأوروبي واحدًا من أكثر الثدييات رمزية في الحيوانات في إسبانيا، ولكن اليوم، هناك أقل من 200 عينة متبقية في جبال كانتابريا وجبال البيرينيه. يعد الصيد غير القانوني والطعوم المسمومة وتقليل موطنها بسبب النشاط البشري من التهديدات الرئيسية التي تواجهها.
وعلى الرغم من وجود خطط لإعادة التوطين في جبال البيرينيه، حيث تم إطلاق عينات من سلوفينيا، إلا أن سكانها لا يزالون معرضين للخطر للغاية. يعيش الدب البني في المناطق الجبلية، حيث يلجأ إلى غابات الزان والبلوط.
- السلق
- الطعوم المسمومة
- تدمير بيئتهم الطبيعية
النسر الملتحي (gypaetus barbatus)
هذا النوع الرمزي من النسور، والمعروف بنظامه الغذائي القائم على العظام، موجود بطريقة محدودة للغاية في جبال البيرينيه وجبال كانتابريا. هناك أقل من 300 عينة في جميع أنحاء إسبانيا، مما يجعلها واحدة من أكثر الأنواع المهددة بالانقراض.
وقد عانى النسر الملتحي من تراجع حاد بسبب تشييد البنية التحتية مثل خطوط الكهرباء، وتقليص مناطق تعشيشه، وابتلاع الطعوم المسمومة.
- صدمة كهربائية
- تدمير الموائل
- تناول السموم
الحرباء المشتركة (الحرباء الحرباء)
الحرباء الشائعة هي زواحف صغيرة معرضة أيضًا لخطر الانقراض في إسبانيا. على الرغم من أنها ليست مهددة عالميًا، إلا أن توزيعها في شبه الجزيرة الأيبيرية محدود للغاية وهي في خطر خاصة في مقاطعة ملقة.
بفضل قدرتها على التمويه وخصائصها الجسدية الفريدة، تعد هذه الزواحف الحرباء الوحيدة التي تعيش في أوروبا وتعتمد على مناطق الأدغال الكثيفة للمأوى. حاليًا، في إسبانيا، تشير التقديرات إلى أن هناك حوالي 50 حرباء في الهكتار الواحد.
وتشمل التهديدات تحويل الموائل، وخاصة في مناطق التنمية الحضرية والسياحية، والحصاد غير القانوني للبيع.
يواجه التنوع البيولوجي في إسبانيا صعوبات كبيرة بسبب التدخل البشري المتسارع في النظم البيئية. والأنواع المذكورة ليست سوى عينة صغيرة من الحيوانات التي تحتاج إلى حماية فورية. إذا لم يتم تنفيذ تدابير حماية فعالة ومنسقة، فإن الحيوانات الإسبانية تواجه خطر فقدان الأنواع التي تعتبر ضرورية لتوازن بيئتنا.