لقد أصبح الاستعادة البيئية ركيزة أساسية للسياسة البيئية الإسبانية. في السنوات الأخيرة، مع إجماع متزايد بين الإدارة والعلماء والمديرين والمواطنين. تسعى هذه المبادرة إلى عكس الآثار السلبية تتراكم على الموائل الطبيعية والبشرية لتعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة التهديدات مثل تغير المناخ أو التصحر أو فقدان التنوع البيولوجي.
في جميع أنحاء إسبانيا، تعمل كل من الحكومة المركزية والمجتمعات المستقلة والإدارات المحلية إنهم يروجون لمشاريع ومبادئ توجيهية، ويجمعون الأموال الأوروبية والحكومية والإقليمية لتنسيق الجهود وتحقيق أقصى قدر من النتائج. لا يقتصر الأمر على استعادة المساحات المتدهورة فحسب، بل يشمل أيضًا تعزيز الإدارة المستدامة. مستدام y المحافظة التراث الطبيعي والثقافي لكل منطقة.
المبادئ التوجيهية الوطنية لاستعادة النظم البيئية: العلم والإدارة جنبًا إلى جنب

فريق متعدد التخصصات يتكون من أكثر من 100 متخصصبدعم من وزارة التحول البيئي والتحدي الديموغرافي، أعدت وزارة البيئة والتنمية المستدامة تقريرًا بعنوان "المبادئ التوجيهية ومعايير الاستعادة البيئية في إسبانيا". يحدد هذا التقرير خارطة الطريق لتنفيذ اللائحة الأوروبية لاستعادة الطبيعة وتطوير خطة الترميم الوطنيةساهم في إعداد هذه المبادئ التوجيهية خبراء من الجامعات ومراكز الأبحاث والإدارات العامة وممثلين عن القطاع الخاص. والهدف هو: توفير معايير مشتركة ومُكيّفة مع تنوع النظم البيئية الإسبانية، من الزراعة والغابات إلى الموائل الحضرية والنهرية والبحرية. علاوةً على ذلك، يُشجَّع دمج الاستعادة البيئية في السياسات القطاعية الأخرى، بإشراك القادة السياسيين والفنيين لضمان استمرارية هذه الإجراءات وتأثيرها.
ومن بين النقاط البارزة التي تسعى المبادئ التوجيهية إلى تحقيقها: توجيه التخطيط والتنفيذ والمراقبة من المشاريع، وتعزيز مشاركة مختلف الجهات الفاعلة واستخدام أدوات التمويل والتنسيق على مستوى الولاية والإقليم. بوجود هذا الإطار يمثل فرصة لتعزيز القدرة على التكيف واستعادة النظم البيئية في مواجهة حالة عدم اليقين البيئي.
المشاريع الجارية: الترميم في الموقع واستعادة التراث

يتخذ ترميم البيئة شكلًا ملموسًا في مشاريع ملموسة موزعة في جميع أنحاء إسبانيا.، من خلال إجراءات تتراوح بين ترميم المساحات الطبيعية المتدهورة وإنقاذ التراث الإثنوغرافي الريفي. ومن أبرز الأمثلة على ذلك المبادرة التي أطلقها مجلس جزيرة غران كناريا في موقع توفيا ذي الأهمية العلمية، حيث خُصص استثمار يزيد عن 500.000 يورو لتجديد البيئة وتنظيم استخداماتها وحماية التنوع البيولوجي المحلي والقيمة الثقافية للمنطقة.
- من بين الإجراءات التي نُفذت في توفيا إزالة النفايات والأنقاض، وإعادة تأهيل المسارات، وترسيم حدود مناطق وصول الزوار ووضع لافتات عليها، وذلك بهدف حماية كل من الكثبان الرملية والتراث الأثري للموقع. بالإضافة إلى ذلك، زُرعت أنواع محلية، وحُسِّنت الأسوار للحفاظ على النباتات المحلية، وذلك وفقًا لمعايير تكامل المناظر الطبيعية واحترام البيئة.
- في منطقة مورسيا، يُمثل ترميم فرن الجير في هويا ديل كاربون، الذي نفذته مجموعة "المتطوعين العاشر إسبونيا"، استعادةً للعناصر الصناعية القديمة المُدمجة في مشهد منتزه سييرا إسبونيا الإقليمي. هذه المبادرة، التي تدعمها الجماعة المستقلة، لا تقتصر على إشراك المجتمع المدني والمجتمع المحلي فحسب، فقد رمّم البرنامج أربعة أفران تقليدية في السنوات الأخيرة، مُدمجًا الحفاظ على البنية التحتية الريفية مع مراعاة البيئة الطبيعية.
التمويل والسياسات لمكافحة التصحر والتدهور البيئي
مكافحة التصحر وتدهور النظم البيئية للغابات أدى إلى بنود الميزانية الجديدة، خاصةً بفضل التمويل الأوروبي والوطني. على سبيل المثال، ستحصل قشتالة وليون على 3,2 مليون يورو استعادة الغابات المعرضة للخطر ومنع عمليات التصحر. تُعدّ هذه الاستثمارات جزءًا من حزمة وطنية بقيمة 32 مليون يورو، موزعة وفقًا لـ الجدوى الفنية والإلحاح من المشاريع المقترحة من قبل كل مجتمع مستقل.
تشمل التدخلات الممولة المعالجات الحرجية لـ تحسين بنية وتكوين الغابات، الترويج ل الأنواع المحلية، والوقاية من الحرائق، ومكافحة الآفات، وتطوير البنية التحتية لتسهيل إدارة الغابات. وينصب التركيز بشكل أساسي على الغابات العامة، وفقًا للأنظمة الحالية وتكييف الإجراءات مع خصوصيات كل منطقة.
هذه المشاريع المساهمة في تعزيز المرونة البيئية, الحفاظ على التنوع البيولوجي y توليد فرص العمل المحليةبالإضافة إلى تعزيز مشاركة المواطنين والتعاون المؤسسي.
المشاركة الاجتماعية والدعوة للمستقبل
عنصر مشترك في كل هذه المشاريع هو المضمون لـ المجتمع المدني و النسيج الترابطيمن فرق المتطوعين إلى الكوادر الفنية وعمال الإدارات المعنية. لا يقتصر ترميم البيئة على ترميم المساحات والمنشآت ماديًا فحسب، بل يُسهم أيضًا في رفع مستوى الوعي بقيمة الموارد الطبيعية، وتعزيز الهوية المحلية، وتوحيد مختلف القطاعات الاجتماعية حول هدف مشترك.
إن الطريق الذي تفتحه السياسات والمبادئ التوجيهية الفنية الحالية سوف يسمح لنا بمواجهة التحديات البيئية في العقود القادمة، دائمًا من منظور الاستدامة y احترام للتراث الطبيعي والثقافي. وبذلك، تُرسّخ إسبانيا مكانتها كمرجعية في مجال استعادة البيئة والحفاظ عليها، من خلال دمج علم، الإدارة العامة و مشاركة المواطنين لحماية واستعادة ثرواتها البيئية الهائلة.
تبرز استعادة البيئة كواحدة من الطرق الرئيسية لإعادة ربط الناس ببيئتهم، وعكس التدهور، ووضع الأساس لمستقبل أكثر توازناً وصديقًا للطبيعة.
