عندما نتحدث عن التنمية الاقتصادية في بلد ما، لا يمكننا تجنب الحديث عن التلوث نتيجة للتنمية المذكورة. إن البلدان التي لا تزال في طور النمو ليس لديها وعي راسخ في مجال رعاية البيئة مثل البلدان المتقدمة. وهذا يؤدي إلى ارتفاع مستويات التلوث بشكل كبير. يعاني آلاف الأشخاص حول العالم من مشاكل صحية بسبب أنواع مختلفة من التلوث. ولذلك، تركز هذه المقالة على الحديث عن أكثر دول العالم تلوثًا.
إذا كنت تريد معرفة المزيد عن الدول الأكثر تلوثًا في العالم، فهذه مقالتك.
مشكلة التلوث العالمية
وعلى الرغم من أن تدابير حماية البيئة أصبحت أكثر صرامة وتتوسع على مستوى العالم، فإن البلدان النامية ليس لديها نفس الوعي البيئي. وأولويتهم الرئيسية هي النمو الاقتصادي، مما يجعل من الصعب عليهم تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والعناية الكافية بالبيئة. ونتيجة لذلك، تصل مستويات التلوث في هذه البلدان إلى مستويات مثيرة للقلق.
ومن أخطر أشكال التلوث تلوث الهواء، وهو المسؤول عن ملايين الوفيات كل عام. ووفقا للدراسات الحديثة، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 7 ملايين شخص سيموتون سنويا بسبب ارتفاع مستويات تلوث الهواء.
في الواقع، هناك 18 دولة من أصل 20 دولة الأكثر تلوثًا في العالم هي في طور النمو. أدناه، سنلقي نظرة على بعض البلدان الأكثر تلوثًا والمشاكل المحددة التي تواجهها.
أكثر دول العالم تلوثا
بنغلادش
وتتصدر بنجلاديش قائمة الدول الأكثر تلوثا في العالم. وصلت جودة الهواء في هذا البلد إلى مستويات منخفضة للغاية مقارنة بالمستويات القصوى المسموح بها. وقد تم الإبلاغ عن متوسط 97.10 جزيئات التلوث PM2.5 لكل متر مكعب، وهو أحد أعلى المستويات في العالم.
ويعزى هذا التركيز العالي للجزيئات إلى حد كبير إلى النمو الصناعي في البلاد، وخاصة في قطاع النسيج. مع أكثر من 166 مليون نسمة، يولد الطلب على المنتجات كمية كبيرة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. علاوة على ذلك، فإن ضعف الرقابة في المصانع يغذي المشكلة، مما يزيد من تعقيد تنفيذ السياسات البيئية الفعالة.
والآثار الصحية السلبية مدمرة، حيث يعاني عدد كبير من الأشخاص من مشاكل حادة في الجهاز التنفسي، مما يساهم في ارتفاع معدل الوفيات. وعلى الرغم من أن البلاد تتقدم اقتصاديًا، فمن الأهمية بمكان أن يتم تنفيذ السياسات التي تسمح بنمو أكثر استدامة.
العربية السعودية
تواجه المملكة العربية السعودية مشكلة بيئية خطيرة بسبب اعتمادها على صناعة النفط. يعد النفط المحرك الرئيسي لاقتصادها، ولكنه أيضًا أحد المصادر الرئيسية للتلوث بسبب الانبعاثات الصادرة عن البلاد الوقود الأحفوري.
وتتأثر المناطق الحضرية والمحاصيل ومصادر المياه بتلوث الهواء والتربة، مما يجعل الوضع البيئي في البلاد حرجًا بشكل متزايد. وبالإضافة إلى ذلك، تعاني البلاد من العواصف الرملية التي تزيد من تفاقم نوعية الهواء في المدن الرئيسية.
الهند
كما تدخل الهند في تصنيف الدول الأكثر تلوثا بسبب نموها الصناعي السريع. لقد وصلت جودة الهواء في العديد من المدن الهندية إلى مستويات منخفضة إلى حد خطير، مع تجاوز الانبعاثات الزائدة من الغازات الملوثة المستويات المسموح بها 60 مرة.
علاوة على ذلك، فإن الاستخدام المفرط اسمدة في الزراعة والزيادة في مركبات الاحتراق أدت إلى تلويث الأرض والهواء. إن معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض الجهاز التنفسي مثيرة للقلق، حيث فقد أكثر من 900,000 ألف شخص أرواحهم بسبب التلوث.
يسلط تقرير شركة IQAir الضوء على أنه من بين أكثر 30 مدينة تلوثًا على هذا الكوكب، 22 تقع في الهندوتتصدر نيودلهي القائمة. وعلى الرغم من الجهود الأخيرة، لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به للتخفيف من حدة هذه الأزمة.
الصين
تعد الصين إحدى الدول الرائدة في العالم في مجال الانبعاثات ثاني أكسيد الكربون (ثاني أكسيد الكربون)، وعلى الرغم من أنها نفذت بعض سياسات الحد من التلوث، إلا أن الوضع لا يزال حرجاً. تعاني العديد من المدن في الصين من طبقة كثيفة من تلوث الهواء تمنعك أحيانًا من رؤية الشمس.
تلوث الهواء في الصين مسؤول عن آلاف الوفيات المرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي. خلال دورة الالعاب الاولمبية في بكين، أكثر من 2,589 وفاة المرتبطة بمستويات التلوث العالية.
مصر
مصر هي دولة أخرى حيث زادت عملية التصنيع بشكل ملحوظ من مستوياتها غازات الاحتباس الحراري. ويثير التلوث في المدن الكبرى، مثل القاهرة، القلق، حيث تزيد مستويات التلوث 20 مرة عن تلك التي تسمح بها منظمة الصحة العالمية.
يعد حرق النفايات ونقلها المصدرين الرئيسيين للتلوث، مما أدى إلى مشاكل صحية وبيئية واسعة النطاق.
البرازيل
تواجه البرازيل مشكلة خاصة مع إزالة الغابات الأمازون الضخمة. تعتبر إحدى الرئتين الرئيسيتين للكوكب، ويساهم تدمير الغابات المطيرة في زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
ويضاف إلى ذلك تزايد التوسع الحضري والتصنيع الذي تسبب في زيادة انبعاثات الغازات الملوثة. ولا تزال التدابير الرامية إلى الحفاظ على البيئة غير كافية.
تواجه البلدان النامية تحديات بيئية خطيرة تحتاج إلى معالجتها من خلال سياسات أكثر صرامة وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة. ويتعين على الاقتصادات الكبرى في العالم أيضاً أن تعمل على تكثيف جهودها للحد من انبعاثاتها وأن تكون مثالاً يحتذى به في مكافحة التلوث.